مليشيا الحوثي تكسر الهدوء وتشعل جبهة مرخة العليا بمحافظة شبوة

عادت مليشيا الحوثي الإرهابية إلى التصعيد العسكري في محافظة شبوة شرقي اليمن، بعد فترة من الهدوء النسبي استمرت منذ طردها من المحافظة على يد ألوية العمالقة، حيث شهدت جبهة مرخة العليا، الاثنين 4 نوفمبر 2025، اشتباكات عنيفة وقصفاً مدفعياً متبادلاً بين قوات دفاع شبوة ومسلحي مليشيا الحوثي، أسفرت عن مقتل عنصر من القوات الحكومية اليمنية وإصابة آخر.

وأفادت مصادر ميدانية مطلعة، بأن المواجهات اندلعت فجر اليوم عقب محاولة تسلل نفذتها عناصر حوثية مسلحة باتجاه مواقع متقدمة لقوات دفاع شبوة في مرخة العليا، حيث تصدت القوات الحكومية للهجوم وردت المسلحين، ما أدى إلى نشوب اشتباكات مباشرة استخدمت فيها مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وأوضحت المصادر، أن الاشتباكات تطورت إلى قصف مدفعي متبادل استمر لساعات، حيث استهدفت المليشيا الحوثية مواقع القوات الحكومية بقذائف المدفعية والهاونات، فيما ردت قوات دفاع شبوة بقصف مواقع تمركز المليشيات.

وفي تصعيد لافت، شنّت مليشيا الحوثي هجوماً جوياً بطائرات مسيّرة (درونز) استهدف مواقع متقدمة لقوات دفاع شبوة في أطراف مديرية مرخة العليا، ما يشير إلى نية المليشيا في توسيع نطاق العمليات العسكرية بالمنطقة.

وأسفرت المواجهات عن استشهاد عنصر من القوات الحكومية وإصابة آخر بجروح متفاوتة، فيما لم تتوفر معلومات دقيقة حول حجم الخسائر في صفوف المليشيا الحوثية، والتي عادة ما تتكتم على خسائرها البشرية والعسكرية.

يُذكر أن محافظة شبوة، الغنية بالنفط والغاز، شهدت هدوءاً نسبياً خلال الفترة الماضية، بعد أن نجحت ألوية العمالقة في طرد المليشيا الحوثية من مديريات واسعة في المحافظة، غير أن التصعيد الأخير يثير مخاوف من عودة المواجهات المباشرة وانهيار الاستقرار الهش في المنطقة.

ويرى محللون عسكريون، أن التصعيد الحوثي في شبوة لا يأتي بمعزل عن السياق العسكري الأوسع الذي تنتهجه المليشيا على مختلف الجبهات، حيث تسعى إلى تحقيق مكاسب ميدانية تعزز موقفها التفاوضي، خاصة في ظل الحديث عن مبادرات سلام إقليمية ودولية.

ويشير المحللون إلى أن استخدام الطائرات المسيّرة في هذا الهجوم يعكس تطور القدرات العسكرية للمليشيا، واعتمادها على أساليب قتالية حديثة تهدف إلى تحقيق أقصى قدر من التأثير بأقل قدر من الخسائر البشرية في صفوفها.

كما يعتبر المحللون العسكريون أن اختيار جبهة مرخة العليا لم يكن عشوائياً، فالمنطقة تمثل بوابة استراتيجية نحو مناطق حيوية في شبوة، وسيطرة المليشيا عليها قد يفتح لها طرقاً لوجستية ويمكّنها من تهديد حقول النفط والغاز في المحافظة، وهو ما يعني ضرب الاقتصاد اليمني في مقتل.

ويحذر هؤلاء من أن استمرار هذا التصعيد قد يؤدي إلى توسيع دائرة المواجهات وجر قوات إقليمية أخرى إلى الصراع، ما يعقد المشهد العسكري ويُبعد فرص الحل السياسي.

من الناحية السياسية، يرى محللون أن التصعيد الحوثي في شبوة يحمل رسائل متعددة الوجهات. فمن جهة، تحاول المليشيا إظهار قوتها العسكرية وقدرتها على فتح جبهات جديدة، في رسالة إلى الأطراف الإقليمية والدولية بأنها لا تزال لاعباً أساسياً لا يمكن تجاوزه في أي تسوية سياسية.

ومن جهة أخرى، يعتقد محللون سياسيون أن التصعيد قد يكون محاولة لتعطيل أي تقدم في المسار السياسي أو اتفاقيات محتملة لا تحقق الحد الأدنى من مطالب المليشيا، خاصة فيما يتعلق بالسيطرة على مناطق اقتصادية استراتيجية.

وأشار المحللون إلى أن هذا التصعيد قد يأتي في سياق صراعات إقليمية أوسع، حيث تستخدم إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، أذرعها في المنطقة كأوراق ضغط في مفاوضاتها مع القوى الإقليمية والدولية.

التحديات المستقبلية
يحذر المحللون من أن عودة التصعيد في شبوة تنذر بمرحلة جديدة من عدم الاستقرار، وتضع القوات الحكومية واليمنية أمام تحدٍ مزدوج الحفاظ على المكاسب الميدانية المحققة، ومنع المليشيا من استغلال أي ثغرات لتوسيع سيطرتها.

ويشددون على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية للقوات الحكومية، وتوحيد الجهود العسكرية تحت قيادة موحدة، إلى جانب تفعيل الدور الإقليمي والدولي في الضغط على المليشيا لوقف تصعيدها والعودة إلى طاولة المفاوضات.

زر الذهاب إلى الأعلى