حوثيون يقتلون شيخ قبلي في إب.. مراقبون: المليشيا تسعى لإذلال القبيلة وتمزيق الهوية الوطنية

في استمرارٍ لنهجها القمعي ضد رموز المجتمع اليمني، قُتل الشيخ القبلي أحمد حميد سنان الجماعي، أحد أبرز وجهاء مديرية القفر بمحافظة إب، وأُصيب نجله، السبت، إثر اشتباكات مسلحة اندلعت مع عناصر مليشيا الحوثي الإرهابية، عقب حصارٍ فرضته المليشيا على منزله استمر لساعات.
ووفقًا لمصادر إعلامية، فإن الاشتباكات أسفرت عن مقتل الشيخ الجماعي وإصابة نجله وعدد من مسلحي الحوثي، قبل أن تُقدم المليشيا عقب الحادثة على اعتقال أولاد الشيخ ونهب منزله بالكامل، في جريمةٍ تعكس سياسة ممنهجة لإذلال القبائل المناهضة لسلطتها.
ويقول مراقبون سياسيون، إن الحادثة تأتي في سياق مساعي المليشيا الحوثية – الذراع الإيرانية في اليمن – للقضاء على الهوية اليمنية الجامعة، من خلال استهداف رموز القبيلة وإخضاعها بالقوة، باعتبارها الحصن التاريخي الذي وقف ضد النظام الإمامي الكهنوتي في مراحل متعددة من تاريخ اليمن.
ويرى المراقبون، أن القبيلة اليمنية تمثل أحد أبرز التحديات أمام المشروع الإيراني في اليمن، كونها تقوم على قيم المروءة والحرية والرفض للهيمنة السلالية، وهو ما جعلها هدفاً مباشراً لحملات القمع والاغتيالات المنظمة التي تنفذها المليشيا منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.
ويؤكد محللون سياسيون، أن استهداف الشيخ الجماعي لم يكن حادثاً معزولاً، بل هو امتداد لسياسة حوثية تقوم على إذلال المشايخ والوجهاء، وإحلال شخصيات موالية للجماعة في مواقعهم القبلية والإدارية، في محاولة لطمس البنية الاجتماعية الرافضة لمشروع “الولاية” المستورد من إيران.
وأضافوا أن المليشيا تستخدم سياسة الترهيب والنهب والاختطاف ضد شيوخ القبائل، لإجبارهم على إعلان الولاء لها أو الصمت، في وقت تسعى فيه إلى إعادة تشكيل الخارطة القبلية بما يخدم مشروعها الطائفي، مشيرين إلى أن مثل هذه الجرائم تُفاقم حالة الاحتقان الشعبي ضدها، وتُظهر حجم الهوة بينها وبين المكوّن القبلي الذي كان حليفاً تقليدياً لأي سلطة في اليمن.
ويؤكد المراقبون، أن ما حدث في إب ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل القمع الحوثي ضد القبيلة اليمنية، الهادف إلى كسر إرادة المجتمع وإعادة إنتاج نظام الإمامة الكهنوتي بثوب جديد، في وقتٍ تتزايد فيه الأصوات المطالبة بضرورة تحرك وطني واسع لحماية رموز القبائل، وصون ما تبقى من النسيج الاجتماعي والهوية اليمنية الجامعة.





