التحول الحوثي نحو الجنوب يورّط طهران ويكشف تآكل نفوذها في اليمن

كشفت صحيفة إرم نيوز الإماراتية، في تقرير للكاتب مالك الحافظ، أن جماعة الحوثي بدأت مؤخراً انتقالاً تدريجياً من مناطق نفوذها في شمال اليمن، ولا سيما العاصمة صنعاء، نحو بعض مناطق الجنوب، في خطوة تُظهر حجم الانهيار الميداني والسياسي الذي تعيشه الجماعة، وتعكس في الوقت ذاته مأزقاً إيرانياً متصاعداً في إدارة مشروعها داخل اليمن.

وأشار التقرير إلى أن هذا التحرك يأتي في ظل ضربات عسكرية متزايدة وتراجع منظومة القيادة والسيطرة داخل الجماعة، ما دفع طهران إلى تفعيل خطة طوارئ تهدف إلى إبقاء نفوذها قائماً ولو بشكل رمزي، بعد خسارة الحوثيين لمعظم مواقعهم الحيوية في الشمال.

ونقل التقرير عن مصدر دبلوماسي أمريكي في وزارة الخارجية قوله إن واشنطن تتابع التحركات الحوثية باهتمام وتعتبرها “مؤشراً على ضعف داخلي أكثر من كونها توسعاً فعلياً”، مؤكداً أن الولايات المتحدة تعمل على تعزيز التنسيق البحري والاستخباراتي مع شركائها الإقليميين لإحكام الخناق على خطوط الإمداد الإيرانية عبر البحر الأحمر وخليج عدن.

وأضاف المصدر أن الإدارة الأمريكية ترى أن طهران تحاول إعادة تموضع نفوذها جنوب اليمن، لكن هذا المشروع “محكوم بالفشل” بسبب غياب الحاضنة الاجتماعية والسياسية في تلك المناطق، لافتاً إلى أن واشنطن تعتمد حالياً سياسة “الردع الذكي” التي تجمع بين الضغط العسكري المحدود والعقوبات المالية والعزل الدبلوماسي للجماعة.

من جانبه، أوضح الباحث اليمني في الشؤون الاستراتيجية سالم الحيمي أن انتقال الحوثيين إلى الجنوب لا يمثل توسعاً أو مكسباً ميدانياً، بل هو “هروب اضطراري من واقع ينهار في الشمال”، مؤكداً أن طهران تواجه استنزافاً حقيقياً لورقتها اليمنية بعد أن فقد الحوثيون السيطرة على معاقلهم التقليدية وتفككت بنيتهم الداخلية.

أما الباحث الأمريكي ديفيد هيلمان، فأكد أن التحرك الحوثي نحو الجنوب “ليس بداية توسع، بل علامة على نهاية النفوذ الإيراني المنظم في اليمن”، موضحاً أن الجماعة فقدت قدرتها على إدارة التموضع العسكري بعد الضربات الجوية التي دمّرت مراكز قيادتها في صنعاء، وأن طهران لم تعد قادرة على الحفاظ على نموذج وكيل مستقر في بيئة متغيرة ومعادية.

وختم التقرير بالتأكيد على أن التحول الحوثي نحو الجنوب لا يعكس سوى انكشافٍ ميداني وتراجعٍ استراتيجي، وأن كل خطوة يخطوها الحوثيون جنوباً تُورّط طهران أكثر في صراعٍ لا تملك أدوات السيطرة عليه، ما يجعل المشروع الإيراني في اليمن أقرب إلى مرحلة الانهيار الفعلي.

زر الذهاب إلى الأعلى