خبراء: إجراءات مجلس القيادة ضد الحوثي «نظرية» وتضييق الخناق الفعلي يتطلب تحركاً ميدانياً وحصاراً للدعم الإيراني

أعلن مجلس القيادة الرئاسي في اليمن بدء تضييق الخناق على مليشيا الحوثي الإرهابية من خلال حزمة من الإجراءات الاقتصادية والأمنية والعسكرية، خلال اجتماعه الأحد 26 اكتوبر 2025 برئاسة الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس المجلس، وبحضور عدد من أعضائه ورئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي.
وأوضح المجلس أن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز الانضباط المالي للدولة وتوسيع الإيرادات العامة لدعم جهود الحكومة في مواجهة المليشيا الحوثية وإسقاط انقلابها المدعوم من النظام الإيراني، مؤكدًا استمرار التركيز على أولوية الردع العسكري والأمني ضد المحاولات الحوثية لزعزعة الاستقرار في المحافظات المحررة.
والإجراءات التي أعلن عنها مجلس القيادة الرئاسي، مكافحة شبكات التهريب الإيرانية واعتراض شحنات الأسلحة والمخدرات التي تموّل أنشطة المليشيا الحوثية، وتعزيز الجاهزية العسكرية والأمنية في المحافظات المحررة، ورفع كفاءة الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب والخلايا الحوثية، إضافة إلى دعم الجهود الدبلوماسية والإنسانية لنقل مقرات المنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن، بما يسهم في زيادة عزلة المليشيا، وحماية العاملين في المجال الإنساني.
وأشاد المجلس بالجاهزية العالية للقوات المسلحة والأمن في مكافحة الإرهاب واعتراض شحنات الأسلحة والمواد المخدرة المهربة من إيران إلى المليشيا، معتبرًا ذلك جزءًا من الجهود الرامية لتجفيف مصادر تمويل الجماعة.
وفي سياق سياسي وإنساني، رحّب المجلس بقرار عدد من المنظمات والوكالات الدولية نقل مقراتها إلى العاصمة المؤقتة عدن، واصفًا الخطوة بأنها تعزز من عزلة المليشيا وتحد من قدرتها على استخدام العمل الإنساني كغطاء لأنشطتها غير القانونية.
غير أن خبراء سياسيين وعسكريين رأوا أن هذه الخطوات، رغم أهميتها، ما تزال “نظرية أكثر من كونها عملية”، مشيرين إلى أن تضييق الخناق الحقيقي على المليشيا يتطلب تحركًا ميدانيًا حازمًا وتفعيلًا لجبهات القتال الراكدة، إلى جانب تشديد الرقابة على المنافذ البحرية والبرية لوقف تدفق الدعم الإيراني.
وأكد المحللون أن استمرار المليشيا في شن الهجمات على المنشآت النفطية وسفن الشحن يكشف عن قصور في الردع العسكري، مطالبين مجلس القيادة باتخاذ إجراءات ملموسة على الأرض، وعدم الاكتفاء بالإصلاحات الاقتصادية أو التحركات الدبلوماسية.
كما حذروا من أن أي تراخٍ في مواجهة المليشيا يمنحها مزيدًا من الوقت لتكريس نفسها والتغلغل داخل المجتمع للقضاء على الهوية اليمنية، مستغلة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، داعيين إلى تنسيق وطني شامل بين الجبهات السياسية والعسكرية والإعلامية لعزل المليشيا داخليًا وخارجيًا.





