بعد ضبط أدوات تفجير وأجهزة اتصالات.. محللون يحذرون من محاولات حوثية لفتح جبهة تهريب شرقية

أعلنت مصلحة الجمارك في الحكومة اليمنية، عن ضبط أدوات تفجير وأجهزة اتصالات وألياف متنوعة في أحد المنافذ الحدودية بمحافظة المهرة شرقي البلاد، في عملية وُصفت بأنها نوعية ومرتبطة بالأمن القومي.

وقالت المصلحة في بيانٍ نشرته على صفحتها في “فيسبوك” مساء الثلاثاء، إن موظفي الجمارك في منفذ صرفيت الحدودي الرابط بين محافظة المهرة وسلطنة عُمان، وبالتعاون مع الجهات الأمنية والعسكرية، تمكنوا من ضبط مائة ألف حبل تفجير كهربائي و100 جهاز اتصال لاسلكي، إضافة إلى 98 لفة ألياف زجاجية و4 لفات ألياف كربونية وميازين دقيقة القياس.

وأوضحت المصلحة أن شحنة المضبوطات كانت قادمة من الصين عبر الترانزيت إلى اليمن، في مؤشر على استخدام شبكات لوجستية خارجية معقدة لنقل مواد يُحظر دخولها دون تصاريح رسمية.

ويرى محللون سياسيون، أن هذه العملية تمثل اختراقاً أمنياً مهماً في ملف مكافحة التهريب، خصوصاً في ظل تصاعد نشاط شبكات مرتبطة بجماعة الحوثي تحاول فتح منافذ جديدة في شرق اليمن بعد تضييق الخناق عليها في المنافذ البحرية والبرية الغربية.

ويشير عدد من المحللين إلى أن المهرة أصبحت هدفاً استراتيجياً لشبكات التهريب الحوثية، نظراً لحدودها الطويلة مع سلطنة عمان وسهولة تمرير المواد عبر تجارة الترانزيت.

من جانبه، أوضح مدير جمرك صرفيت أحمد باكريت أن عملية الضبط جرت وفقاً لقانون الجمارك والقوانين النافذة، وضمن التوجيهات الحكومية بمكافحة التهريب وحماية الأمن الوطني، مؤكداً أن موظفي الجمارك والجهات الأمنية والعسكرية “لن يتوانوا في ضبط أي سلع تؤثر على الأمن الوطني أو لا تحمل التصاريح من الجهات المختصة”.

محللون عسكريون اعتبروا أن الكميات المضبوطة من حبال التفجير وأجهزة الاتصال توحي بأنها موجهة لأغراض عسكرية أو تخريبية، خصوصاً في ظل لجوء الحوثيين سابقاً لاستخدام الألياف الزجاجية والكربونية في تصنيع طائرات مسيّرة وصواريخ دقيقة.

ويرجّح عسكريون، أن العملية قد تكون جزءاً من محاولة لتزويد الحوثيين بتقنيات اتصالات متطورة تساعدهم في مواصلة التصعيد العسكري، سواء في الجبهات الداخلية أو على خطوط البحر الأحمر والحدود السعودية.

ويرى مراقبون أن استمرار هذه المحاولات يعكس اتساع شبكة الإمداد الحوثية عبر وسطاء دوليين، ويؤكد الحاجة إلى تنسيق أمني أوسع بين الأجهزة اليمنية والتحالف العربي لتأمين المنافذ الشرقية التي باتت خط الدفاع الأخير ضد عمليات التهريب المهددة للأمن القومي اليمني والإقليمي.

زر الذهاب إلى الأعلى