أبين.. أربعة شهداء من القوات الحكومية وستة قتلى من تنظيم القاعدة في معركة المحفد

قُتل أربعة عسكريين من منتسبي قوات اللواء الأول دعم وإسناد، الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، خلال تصديهم لهجوم إرهابي عنيف استهدف المجمع الحكومي في مديرية المحفد بمحافظة أبين.

المعركة التي استمرت دقائق معدودة، انتهت بمقتل جميع المهاجمين الستة وإحباط محاولة تفجير سيارتين مفخختين كان من المفترض أن تحيل المجمع إلى ركام، وفقًا لمصادر أمنية.

وقال العميد نصر عاطف اليافعي، قائد محور أبين القتالي، إن تنظيم القاعدة، شن هجومين متزامنين بهدف السيطرة على المجمع الحكومي، غير أن القوات تصدت لهم وفجرت السيارة الأولى قبل أن تصل للبوابة الرئيسية، لكن ستة انغماسيين يرتدون أحزمة ناسفة حاولوا التسلل للداخل… وتم اسقاطهم جميعًا..

ويرى مراقبون سياسيون، أن هذا ليس هجوماً عابراً، مشيرين إلى أن تنظيم القاعدة يُراهن على ضرب المؤسسات الحكومية في عقر دارها، مستخدماً أسلوب “الكسر والاقتحام”.

ويؤكد المراقبون أن الرسالة واضحة، التنظيم لا يزال يمتلك قدرة تخطيطية ولوجستية معقدة رغم الضربات الأمنية المتواصلة.

وبحسب محللين عسكريين، فإن اختيار المحفد ليس عشوائياً، فهي منطقة حساسة استراتيجياً وكانت تاريخياً معقلاً للتنظيم قبل طرده منها.

المعركة مستمرة
“دماء الشهداء لن تذهب هدرًا”، يقولها اليافعي بنبرة لا تحتمل التأويل، مضيفاً: “المعركة ضد الإرهاب مستمرة حتى تطهير أبين بالكامل من أوكار هؤلاء”.

الأسماء الأربعة التي سقطت اليوم تنضم إلى قائمة طويلة من العسكريين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لحماية المدنيين في أبين، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كم من الوقت ستستمر هذه المعادلة الدموية؟

الهجوم، بحسب مصادر أمنية، كان مخططاً له بعناية فائقة، السيارتان المفخختان جُهزتا في مكان آمن، والانغماسيون الستة تلقوا تدريباً قتالياً واضحاً من طريقة تحركهم ومحاولتهم المنظمة للتسلل.

بنية لوجستية لتنظيم القاعدة
يعتقد مراقبون عسكريون أن النجاح في إحباط الهجوم لا ينفي خطورة التهديد، مشيرين إلى أن القدرة على تجهيز سيارتين مفخختين وحشد ستة انتحاريين تعني أن لتنظيم القاعدة بنية تحتية لوجستية لا تزال فاعلة في محافظة أبين أو محيطها.

والأخطر من ذلك، بحسب محللين أمنيين، أن التنظيم بات يستهدف المراكز الحكومية الحيوية بدلاً من الأهداف العسكرية الميدانية، ما يعكس تحولاً استراتيجياً نحو “إحراج” السلطات عبر ضرب رموز وجودها.

ويؤكد خبراء عسكريون أن هذا النمط من الهجمات يتطلب استجابة أمنية استباقية وليس فقط دفاعية.

زر الذهاب إلى الأعلى