مقتل بحار فلبيني في هجوم حوثي جديد يؤكد نمط خرق الاتفاقيات المتجذر لدى المليشيا

لقي أحد أفراد طاقم السفينة الشحن الهولندية “مينيرفاجراخت” مصرعه متأثراً بجراحه جراء الهجوم الإرهابي الذي نفذته مليشيا الحوثي في خليج عدن الأسبوع الماضي، وفقاً لما أعلنته شركة “سبليتهوف” المشغلة للسفينة ومقرها أمستردام.

وكشفت الشركة، أن الضحية من الجنسية الفلبينية، حيث تعرضت السفينة لانفجار عبوة ناسفة في المياه الدولية بخليج عدن، مما ألحق أضراراً جسيمة بالسفينة وأدى إلى اندلاع حريق على متنها، وتم إنقاذ 19 فرداً من طاقم السفينة المتنوع الجنسيات، بينما لا يزال أحد أفراد الطاقم يتلقى العلاج في جيبوتي.

ويرى محللون سياسيون، أن هذا الهجوم الدموي يمثل تأكيداً جديداً على النمط الثابت لمليشيا الحوثي الإرهابية في خرق الاتفاقيات والتزاماتها الدولية، وهو سلوك متجذر في تاريخ هذه الجماعة منذ نشأتها في جبال صعدة، ويشير مراقبون إلى أن هذا الهجوم يأتي في سياق خرق الحوثيين للاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة الأمريكية، مما يعكس استمرار النهج المليشاوي الذي اتبعته هذه الجماعة منذ عقود.

ويذكر محللون متخصصون في الشأن اليمني، أن نمط خرق الاتفاقيات ليس جديداً على الحوثيين، فمنذ انطلاقها من معاقلها الجبلية في صعدة، دأبت المليشيا على إبرام اتفاقيات ثم نقضها عندما تحقق مكاسب تكتيكية.

ففي السابق، خرقت المليشيا مراراً الاتفاقيات المبرمة مع الحكومة اليمنية أثناء حروب صعدة الست، كما نقضت اتفاق السلم والشراكة مع الرئيس عبد ربه منصور هادي وفرضت عليه الإقامة الجبرية، وانتهى تحالفها مع الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح باغتياله عام 2017.

ويتوقع خبراء في الشؤون الإستراتيجية، أن يؤدي هذا التصعيد إلى تشديد العقوبات الدولية على المليشيا، خاصة مع وقوع ضحايا من جنسيات متعددة، إضافة إلى تعزيز قوات التحالف الدولي لحماية الملاحة البحرية وتوسيع نطاق عملياتها، مرجحين أن تواجه إيران، باعتبارها الداعم الرئيسي للمليشيا، ضغوطاً متزايدة لكبح جماح وكيلها اليمني.

ويحذر محللون من تبعات خطيرة على المستوى الإقليمي، حيث أن استمرار الهجمات يهدد بتحويل البحر الأحمر إلى منطقة غير آمنة للملاحة التجارية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الشحن وتأثر سلاسل التوريد العالمية. ويمكن أن تؤدي هذه الأعمال الإرهابية إلى تصعيد أوسع في المنطقة وزعزعة الاستقرار الإقليمي.

على المستوى اليمني، يرى مختصون في الشأن اليمني أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تعميق الأزمة الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا نتيجة المزيد من العزلة الدولية، وتراجع فرص السلام بسبب تقويض الثقة في أي عملية سلام مستقبلية، في حين قد تحصل الحكومة الشرعية على دعم دولي إضافي.

يجمع المحللون على أن مقتل البحار الفلبيني في الهجوم الحوثي الأخير يمثل نقطة تحول خطيرة في تصعيد المليشيا الإرهابية ضد الملاحة الدولية، ويؤكد أن نمط خرق الاتفاقيات المتجذر في سلوك الحوثيين يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم الدوليين.

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا النهج التصعيدي، في ظل الدعم الإيراني المستمر، قد يؤدي إلى تداعيات أوسع تتجاوز الحدود اليمنية لتشمل الأمن الإقليمي والتجارة العالمية، مما يستدعي موقفاً دولياً حازماً لوقف هذا التهديد المتنامي.

زر الذهاب إلى الأعلى