اشتباكات مسلحة في تعز تكشف محاولات الحوثيين إثارة الفوضى في المناطق المحررة

شهدت مدينة تعز مساء انتشاراً أمنياً واسعاً نفذته الحملة الأمنية المشتركة، وذلك عقب اندلاع اشتباكات مسلحة بين مجموعة من المسلحين في شارع زيد الموشكي شمال شرق المدينة، في حادثة تُعزز المخاوف من محاولات مليشيا الحوثي تغذية الصراعات الداخلية لإحداث حالة من الارتباك في المناطق اليمنية المحررة.

وأكدت مصادر محلية، أن الاشتباكات المسلحة أسفرت عن إصابة شخصين بجروح متفاوتة، ما استدعى تدخلاً سريعاً من الأجهزة الأمنية لاحتواء الموقف وبسط السيطرة الكاملة على المنطقة المتضررة.

وتشير أحداث تعز الأخيرة إلى تطبيق مليشيا الحوثي لاستراتيجية “حرب الظل” في المناطق المحررة، والتي تعتمد على استخدام الخلايا النائمة والعناصر المتسللة لإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار.

ويقول محللون سياسيون، إن المليشيا تستخدم تكتيك “حرب الظل” بهدف إجهاد الأجهزة الأمنية المحلية وصرف انتباهها عن مواجهة التهديدات الحوثية المباشرة، بينما يسعى لخلق بيئة غير مستقرة تُبرر للمليشيا ادعاءاتها حول عدم قدرة الحكومة الشرعية على إدارة المناطق المحررة.

وسارعت الأجهزة الأمنية إلى تعزيز انتشارها في أحياء المدينة المختلفة، وتكثيف دورياتها الاستباقية للحيلولة دون تكرار مثل هذه الأحداث، في إطار جهودها المستمرة لاستعادة الأمن والاستقرار داخل مدينة تعز التي تُعتبر من أهم المراكز الحضرية والاقتصادية في البلاد.

وتأتي محاولات إثارة الفوضى في تعز ضمن استراتيجية حوثية أوسع تهدف إلى تقويض شرعية الحكومة اليمنية وإظهارها كعاجزة عن حماية المدنيين وضمان الأمن، مشيرين إلى أن محاولات الحوثيين المتكررة تسعى إلى خلق حالة من عدم الثقة بين المواطنين والسلطات المحلية، مما قد يدفع بعض الفئات للشك في جدوى التحرير من السيطرة الحوثية، كما تهدف هذه الاستراتيجية إلى إرهاق الموارد الأمنية والعسكرية للحكومة الشرعية وصرف تركيزها عن العمليات الهجومية ضد معاقل المليشيا.

وأشارت مصادر أمنية إلى أن الحادث يأتي في سياق تصاعد المحاولات الحوثية لزعزعة الاستقرار في محافظة تعز تحديداً، نظراً لموقعها الاستراتيجي المهم ودورها كنموذج للمناطق المحررة التي تشهد تحسناً تدريجياً في الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

ويقول مراقبون سياسيون، إن استهداف تعز بالتحديد ليس صدفة، فالمحافظة تُمثل رمزاً للمقاومة الشعبية ضد المشروع الحوثي، كما أنها تقع في موقع جغرافي حيوي يربط بين الشمال والجنوب اليمني، مشيرين إلى أن نجاح تعز في تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار يُشكل نموذجاً إيجابياً قد يُلهم مناطق أخرى تحت السيطرة الحوثية للتمرد ضد المليشيا، لذلك، تسعى الجماعة الحوثية إلى منع هذا النموذج من النجاح من خلال إثارة الفوضى والنزاعات الداخلية.

وتواصل السلطات المحلية في تعز، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والعسكرية، تنفيذ خطط أمنية شاملة لمواجهة هذه التهديدات، بما يشمل تعزيز الحضور الأمني في المناطق الحساسة وتكثيف العمليات الاستباقية ضد العناصر المشبوهة.

وتقول مصادر أمنية، إن التدخل السريع للأجهزة الأمنية، يظهر قدرتها على احتواء الموقف بسرعة مستوى التأهب الأمني العالي في المدينة، وهو ما يُعكس الدروس المستفادة من الحوادث الأمنية السابقة. هذا الاستجابة السريعة تُرسل رسالة واضحة للعناصر المخربة بأن أي محاولة لزعزعة الأمن ستواجه بحزم وسرعة، مما يُساهم في ردع المحاولات المستقبلية لإثارة الفوضى.

ويُتوقع أن تستمر الأجهزة الأمنية في تعز في تطبيق إجراءات أمنية مشددة خلال الأيام القادمة، مع التركيز على المناطق التي شهدت توترات سابقة والعمل على تعزيز التعاون مع المجتمع المحلي لرصد الأنشطة المشبوهة والإبلاغ عنها.

وتُمثل أحداث تعز الأخيرة جزءاً من حرب أوسع تخوضها مليشيا الحوثي ضد المناطق المحررة، تهدف إلى منع استقرارها وتطورها كنماذج ناجحة لما بعد التحرير.

ويتطلب من المعنيين في المحافظة، يقظة أمنية مستمرة وتعاوناً وثيقاً بين الأجهزة الرسمية والمجتمع المحلي لإفشال مخططات المليشيا وحماية المكاسب المحققة في المناطق المحررة، كما تؤكد ضرورة تعزيز البناء المؤسسي والخدمي في هذه المناطق لضمان استدامة الأمن والاستقرار على المدى الطويل.

زر الذهاب إلى الأعلى