دعوة يمنية لتشكيل «تحالف دولي» ضد الحوثيين لتحرير اليمن

في سابقة هي الأولى من نوعها، وجّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن دعوة صريحة إلى تشكيل تحالف دولي لتحرير البلاد من قبضة ميليشيا الحوثي، في خطاب أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً أن اليمن لم يعد قضية داخلية فحسب، بل “أصبح اختباراً لمصداقية النظام الدولي برمته”.
وقال الرئيس إن العالم لم يعد أمام خيار سوى التحرك الحاسم لفرض السلام، بعد أن أثبتت سياسة “إدارة الصراع” ومنح الحوافز للمليشيا فشلها، مشدداً على أن “الحوثيين ليسوا مجرد ميليشيا داخلية، بل جماعة إرهابية دولية عابرة للحدود، تهدد الملاحة الدولية والطاقة العالمية، وتعيد رسم خارطة النفوذ الإيراني في المنطقة”.
وأضاف أن استمرار التغاضي عن جوهر الأزمة اليمنية سمح للحوثيين بامتلاك ترسانة متطورة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق المفخخة، وهو ما ينذر بتحويل البحر الأحمر والممرات المائية الدولية إلى رهينة دائمة بيد إيران عبر ذراعها الحوثي.
هل يتكرر سيناريو التحالف ضد داعش؟
مراقبون ومحللون سياسيون اعتبروا أن دعوة الرئيس اليمني لتشكيل تحالف دولي ضد الحوثيين تمثل تحولاً جذرياً في الخطاب الرسمي اليمني، من مسار البحث عن “سلام مستحيل” إلى الدعوة العلنية لـ”فرض السلام بالقوة”.
ويرى هؤلاء أن هذه الدعوة تذكّر بتجربة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش عام 2014، والذي جاء استجابة لتهديد عالمي للأمن والاستقرار، لكنهم يشيرون إلى أن نجاح الدعوة اليمنية سيعتمد على مدى قناعة القوى الكبرى بأن الحوثيين باتوا بالفعل يشكّلون خطراً مشابهاً لداعش، خاصة بعد استهدافهم لمصادر الطاقة والملاحة الدولية واحتجاز موظفي الأمم المتحدة.
قبول أم رفض دولي؟
يتوقع محللون أن تلقى هذه الدعوة تجاوباً إقليمياً من دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، اللتين أكد الرئيس دورهما المحوري في حماية اليمن والمنطقة من السقوط بيد المشروع الإيراني، غير أن المواقف الدولية قد تنقسم، حيث قد تدفع بعض القوى الكبرى باتجاه حل سياسي جديد، فيما ترى أخرى أن التحالف العسكري أصبح ضرورة بعدما تحولت اليمن إلى ساحة مفتوحة لتهديدات عابرة للحدود.
وبحسب المراقبين، فإن خطاب رئيس المجلس الرئاسي وضع المجتمع الدولي أمام مفترق طرق: إما الاستجابة لدعوة تشكيل تحالف دولي على غرار تجربة داعش، أو ترك اليمن والمنطقة لمصير مجهول في ظل تغوّل الحوثيين وتحولهم إلى “تنظيم إرهابي عالمي”.