إدانة عربية وإسلامية غير مسبوقة للعدوان الإسرائيلي ودعوة لرد موحد

انعقدت في العاصمة القطرية الدوحة القمة العربية الإسلامية الطارئة بمشاركة قادة وممثلين عن أكثر من 57 دولة عربية وإسلامية، رداً على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف في 9 سبتمبر مجمعاً سكنياً في الدوحة كان يضم وفداً تفاوضياً من حركة حماس وعائلاتهم، وأدى إلى مقتل عنصر أمني قطري وعدد من المدنيين.

القادة المشاركون أطلقوا مواقف صريحة وحادة ضد إسرائيل، معتبرين الهجوم “عدواناً غادراً” و”إرهاب دولة” وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، فيما حملت كلماتهم دعوات واضحة لاتخاذ إجراءات عملية تتجاوز حدود الإدانة، من الضغط الدبلوماسي والاقتصادي وصولاً إلى طرح تشكيل قوة مشتركة وتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.

قطر: السيادة خط أحمر
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وصف الهجوم بأنه “اعتداء غادر يستهدف سكناً يضم عائلات قادة حماس ووفدها التفاوضي”، مؤكداً أن الدوحة “مصممة على فعل ما يلزم لحفظ سيادتها ومواجهة العدوان الإسرائيلي”.

من جانبه، شدد رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أن “هذا الفعل إرهاب دولة ينتهك القانون الدولي ويهدد الأمن الإقليمي”، داعياً إلى “إجراءات حقيقية لمنع التصعيد”.

مواقف عربية قوية
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعتبر أن “إسرائيل تسعى لتحويل المنطقة إلى ملعب للهجمات”، محذراً من أن الهجوم على قطر “يمهد لسوابق خطيرة”.

الملك عبد الله الثاني أكد أن “أمن قطر أمننا واستقرارها استقرارنا”، مطالباً بقرارات عملية لوقف الحرب في غزة، فيما دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى اعتبار أي هجوم على دولة عربية أو إسلامية “تهديداً للكل”.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس ربط العدوان بما وصفه بـ”حرب الإبادة والتهجير” في غزة، مشدداً على أن “الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لا يمكن أن تكون شريكاً في الاستقرار”.

مواقف إسلامية حادة
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وصف الهجوم بأنه “إرهاب صريح يهدف إلى عرقلة جهود وقف الإبادة في غزة”، مؤكداً أن “إسرائيل أيقظت العالم الإسلامي”.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن “هذا العدوان رفع غرور إسرائيل إلى مستوى غير مسبوق”، بينما شدد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف على أن الهجوم “انتهاك صارخ لسيادة قطر”.

أما رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم فذهب أبعد من ذلك داعياً إلى “قطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع إسرائيل” دفاعاً عن الكرامة الإنسانية.

موقف عربي-إسلامي موحد
الرئيس اليمني رشاد العليمي أكد أن “العدوان الإسرائيلي الخائن على قطر يؤكد أن أمن العرب والمسلمين غير قابل للانفصال”، فيما وصف رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي العدوان بأنه “هجوم على الأمة بأكملها”.

الرئيس السوداني عبد الفتاح البرهان اعتبره “رسالة مقلقة للعالم”، وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط شدد على أن القمة “تحمل رسالة واضحة: كفى صمتاً أمام سلوك الدولة المارقة”.

ورغم التوافق الواسع على الإدانة والدعم، تشير النقاشات إلى أن الرد العملي سيقتصر على المسارات الدبلوماسية والاقتصادية، وسط إدراك جماعي لصعوبة الذهاب نحو خيارات عسكرية في ظل الارتباطات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والدعم الغربي لإسرائيل.

قمة الدوحة الطارئة مثلت لحظة تاريخية من الوحدة العربية والإسلامية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، لكن التحدي الأكبر يبقى في ترجمة المواقف القوية إلى إجراءات عملية توقف التصعيد وتحمي جهود الوساطة في غزة.

وبينما خرجت القمة برسالة واضحة مفادها أن “أمن قطر جزء لا يتجزأ من أمن الجميع”، يبقى الرهان على ما إذا كانت هذه الوحدة ستصمد أمام ضغوط الواقع السياسي والدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى