الحوثيون يشنون حملة على مراكز تحفيظ القرآن في ريمة

أفاد مواطنون من محافظة ريمة أن مليشيا الحوثي شنت، مساء أمس الخميس، حملة عسكرية استهدفت مركزًا لتحفيظ القرآن الكريم خاص بالنساء، في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعًا بين الأهالي الذين اعتبروها حربًا صريحة على الهوية الدينية للمجتمع اليمني.
وقال السكان إن خمسة أطقم عسكرية تابعة للحوثيين طوقت المركز وأجبرت القائمين عليه على إغلاق أبوابه ومنعت استمرار الحلقات القرآنية، بحجة أنها لا تعمل وفق “التوجيهات” الصادرة من قيادة الجماعة. وأكد الأهالي أن هذا الإجراء ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن أغلقت المليشيا مدارس ومراكز دينية سنية في عدة مديريات بالمحافظة.
ويرى مراقبون أن استهداف حلقات القرآن الكريم يأتي في إطار مشروع حوثي أوسع يسعى لتغيير الهوية الدينية والثقافية لليمنيين، عبر فرض الفكر الطائفي المستورد من إيران، على حساب الموروث السني المعتدل الذي شكّل لقرون الركيزة الأساسية للحياة الروحية والاجتماعية في البلاد.
تاريخيًا، تعود جذور الصراع الطائفي الذي أشعلته جماعة الحوثي إلى بدايات صعودها المسلح في صعدة مطلع الألفية الجديدة، حيث رفعت شعارات مذهبية مستلهمة من الثورة الخمينية، وسعت إلى إحياء النزعة الطائفية الشيعية المتشددة على حساب التنوع المذهبي السني الشافعي الذي يشكل غالبية اليمنيين.
ومع اجتياح صنعاء في سبتمبر 2014، توسعت الجماعة في استهداف المساجد، وإغلاق مراكز التعليم السني، وفرض خطباء موالين لها في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويحذر علماء الدين والناشطون في ريمة من أن استمرار هذه السياسة سيفضي إلى تفكيك النسيج الاجتماعي اليمني، وتحويل البلاد إلى ساحة صراع مذهبي على غرار النموذج الإيراني – اللبناني، فيما يؤكد الأهالي أن حلقات القرآن الكريم التي تغلقها المليشيا كانت ملاذًا تربويًا وثقافيًا يحفظ للجيل الناشئ هويته الإسلامية والعربية، قبل أن تعبث بها أيادٍ غريبة عن طبيعة المجتمع اليمني.