ضربة صنعاء الغامضة.. اختراق أمني يربك الحوثيين وصمت أممي يثير الشبهات

بعد مرور أكثر من عشرة أيام على الضربة الإسرائيلية الغامضة التي هزّت العاصمة صنعاء، لا تزال مليشيا الحوثي الإرهابية تتكتّم على حجم الكارثة التي أصابتها في عقر دارها، وسط صمت مريب من الأمم المتحدة التي تتحول يومًا بعد آخر إلى شريك في التغطية على جرائم وانتهاكات المليشيا.
الهجوم الذي استهدف فللًا في شارع حدة – إحداها كان يضم اجتماعًا لقيادات حكومية وأمنية حوثية – كشف هشاشة الجماعة، وأحدث حالة ارتباك غير مسبوقة داخل صفوفها، خصوصًا مع تزايد مؤشرات وجود اختراق أمني خطير مكّن إسرائيل من إصابة أهدافها بدقة متناهية. ورغم أن الجماعة اعترفت بمقتل رئيس وزرائها وعدد من وزرائها، إلا أنها أخفت عمدًا أسماء قياداتها العسكرية والأمنية التي سقطت في العملية، في محاولة بائسة لتضليل الرأي العام.
المصادر المتطابقة أكدت أن عشرات الجرحى تم إجلاؤهم عبر طائرات هبطت في مطار صنعاء، بينما سارعت الأمم المتحدة إلى نفي أي علاقة لبعثتها بالعملية، في مشهد يفضح ازدواجية المنظمة الأممية التي لم تعلّق على جرائم الحوثيين ضد المدنيين، لكنها تسابق الزمن لحماية صورتهم وتلميعها أمام المجتمع الدولي.
الأحياء المستهدفة كـ”حدة” و”فج عطان” و”محيط دار الرئاسة” مكتظة بالسكان، ما يعني أن مدنيين قضوا أيضًا في القصف، غير أن الحوثي – كالعادة – يخفي الحقائق ويدفن الضحايا بصمت، فيما يشيّع قياداته بشكل متدرج لطمس حجم الخسائر المهولة.
اللافت أن مصير شخصيات بارزة مثل وزير الدفاع محمد ناصر العاطفي، ورئيس هيئة الأركان محمد الغماري، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن جلال الرويشان، ما زال مجهولًا، وسط شائعات قوية عن إصابتهم أو تصفيتهم، وهو ما يبرهن أن العملية لم تكن مجرد ضربة عابرة بل زلزالًا هزّ مركز القيادة الحوثية.
الصمت الإسرائيلي من جهة، والتكتّم الحوثي من جهة أخرى، وصمت الأمم المتحدة المشبوه من جهة ثالثة، كلها مؤشرات على أن ما جرى في صنعاء أخطر بكثير مما يتم الإفصاح عنه، وأن القادم قد يحمل مفاجآت أكبر ستفضح ضعف المليشيا وتواطؤ المجتمع الدولي في آن واحد.