وول ستريت جورنال: ضربة إسرائيلية أربكت مليشيا الحوثي وأظهرت هشاشة حكومتها غير المعترف بها

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن ضباطًا في الاستخبارات الإسرائيلية التقطوا، الأسبوع الماضي، إشارات تفيد بأن وزراء في حكومة الحوثيين غير المعترف بها يخططون لعقد اجتماع سري في العاصمة صنعاء، ما دفع إسرائيل لتنفيذ ضربة جوية خاطفة استهدفت القاعة التي احتضنت الاجتماع.

وبحسب الصحيفة، فإن الغارة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 12 مسؤولًا حوثيًا، بينهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وإصابة آخرين بجروح خطيرة، وهو ما أكدته مصادر أمنية إسرائيلية، مشيرة إلى أن العملية جاءت في إطار جهود تل أبيب لسد ثغراتها الاستخباراتية تجاه الحوثيين بعد حرب غزة.

ورأت الصحيفة، أن الضربة حملت رسائل متعددة؛ فهي من جهة تعكس عقيدة إسرائيلية جديدة أكثر صرامة عُرفت اختصارًا بـ FAFO (جرّب لتكتشف العواقب)، ومن جهة أخرى وجهت ضربة قوية للواجهة السياسية للجماعة المدعومة من إيران، التي تستغل شعارات “المقاومة” لتبرير اعتداءاتها على الملاحة في البحر الأحمر، ومحاولاتها اليائسة للتأثير على مسار الحرب.

غير أن محللين، اعتبروا أن العملية كانت رمزية أكثر من كونها ضربة قاصمة، حيث قال الخبير اليمني محمد الباشا إن الاستهداف “طال الواجهة الإدارية للحوثيين دون المساس بالبنية العميقة للجماعة”، مشددًا على أن مصدر قوة المليشيا يكمن في تركيبتها العقائدية والأمنية القمعية، لا في وزرائها أو مؤسساتها الشكلية.

وأكدت الصحيفة، أن قادة الحوثيين باتوا أكثر حذرًا في تحركاتهم، حيث يتجنبون وسائل الاتصال الحديثة ويلجأون للتنقل السري اليومي، في محاولة للإفلات من الرصد الإسرائيلي.

وتشير التقديرات العسكرية إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة قد تدفع الشارع اليمني المناهض للحوثيين إلى التحرك مجددًا ضد هذه المليشيا، خاصة بعد أن عمّقت ممارساتها القمعية من حالة السخط الشعبي.

وتختم وول ستريت جورنال بالقول إن الضربة الإسرائيلية وضعت الحوثيين في مأزق مزدوج: داخلي، مع تصاعد الخلافات بين أجنحتهم السياسية والعسكرية، وخارجي، مع عجزهم عن تنفيذ تهديداتهم المتكررة بالرد المؤثر، حيث فشلت هجماتهم الأخيرة على إسرائيل والسفن التجارية في تحقيق أي اختراق.

زر الذهاب إلى الأعلى