غارات إسرائيلية تستهدف صنعاء.. ضرب مخزن أسلحة غامض يثير القلق بين السكان

هزت غارات جوية عنيفة، الأحد 24 أعسطس، نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على العاصمة اليمنية صنعاء، التي تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي.

واستهدفت الغارات عدداً من المواقع الحيوية، من بينها محطة حزيز للكهرباء، ومحطة كهرباء تابعة لشركة النفط، وخزانات وقود مجاورة لها، غير أن الهدف الأبرز، والذي أثار جدلاً واسعاً، كان مخزن أسلحة في منطقة النهدين بدار الرئاسة، حيث أفادت التقارير بأن الغارات أدت إلى انبعاث غازات غريبة ومقلقة من الموقع.

وفقاً لشهود عيان من سكان المنطقة، فإن الغازات التي تصاعدت من المخزن المستهدف كانت تتصف بثقل غير معتاد، حيث لم ترتفع كثيراً في السماء، بل ظلت عالقة في الطبقات الهوائية السفلية. هذا الملاحظة أثارت تساؤلات السكان المحليين حول طبيعة المواد التي كانت مخزنة في الموقع. أحد السكان القريبين من النهدين، والذي رفض الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام، قال: “الغازات كانت مختلفة، لم نشم رائحة بارود أو دخان عادي، بل شيئاً أثقل وأكثر غموضاً. بدأنا نتساءل عما كان يُخزن هناك حقاً”.

مصادر أمنية كشفت أن المخزن المستهدف هو أحد مجموعة مخازن موجودة في منطقة النهدين ودار الرئاسة، لكنه كان محاطاً بسرية غير عادية. وأشارت المصادر إلى أن محتويات مجهولة تم نقلها إلى المخزن في وقت متأخر من الليل قبل فترة، مصحوبة بتشديد أمني صارم. لم يُسمح لأحد، حتى من الأفراد والضباط الموجودين داخل النهدين، بالاقتراب من المخزن بعد وصول هذه المحتويات. هذا التكتم أثار شكوكاً حول طبيعة المواد المخزنة، وما إذا كانت تشكل خطراً على السكان المحيطين.

في أعقاب الغارات، لاحظ سكان وشهود عيان حالة من التوتر الشديد بين قيادات الحوثيين في دار الرئاسة. وبحسب روايات من داخل المنطقة، شوهد عدد من القادة يغادرون الموقع بسرعة عقب الضربات الجوية، بعضهم يرتدي أقنعة على وجوههم، في مشهد أثار الذعر بين الأفراد الموجودين. هذا السلوك عزز من الشكوك حول وجود مواد خطرة أو غير تقليدية في المخزن المستهدف. أحد الأفراد الذين كانوا في محيط النهدين قال: “لم نرَ هذا النوع من الذعر من قبل، حتى في غارات سابقة. شيء ما كان مختلفاً هذه المرة”.

الغازات المنبعثة من المخزن المدمر أثارت مخاوف السكان في الأحياء القريبة من دار الرئاسة، الذين باتوا يتساءلون عن التأثيرات المحتملة على صحتهم وسلامتهم.

ولم تصدر أي بيانات رسمية من السلطات الحوثية أو من مصادر طبية مستقلة توضح طبيعة هذه الغازات أو مدى خطورتها، غير أن السكان يطالبون بتحقيق عاجل للكشف عن المواد التي كانت مخزنة، وما إذا كانت تشكل تهديداً بيئياً أو صحياً على المدى القريب أو البعيد.

مع استمرار الغموض حول طبيعة المواد المخزنة في المخزن المستهدف، تبقى الأسئلة المحيطة بالغارات معلقة، ما هي المواد التي كانت مخزنة في النهدين؟ ولماذا فرض الحوثيون مثل هذا التكتم الأمني حولها؟ وهل تشكل الغازات المنبعثة خطراً حقيقياً على السكان؟ هذه التساؤلات تُلقي بظلالها على الحدث، فيما يترقب الجميع توضيحات رسمية تكشف حقيقة ما حدث في صنعاء.

زر الذهاب إلى الأعلى