إسرائيل تصعد من عملياتها العسكرية ضد الحوثيين بضرب أهداف قرب القصر الرئاسي في صنعاء

أعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عليها، في تطور جديد يُظهر تصعيداً ملحوظاً في طبيعة الأهداف التي تستهدفها إسرائيل.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت قواعد إطلاق صواريخ حوثية داخل القصر الرئاسي، إضافة إلى محطتي كهرباء عصر وحزيز، مشدداً على أن الحوثيين يستخدمون القصر الرئاسي لتنفيذ عمليات عسكرية.
استهداف مراكز القيادة والسيطرة
وأفادت القناة الإسرائيلية الرابعة عشرة بوقوع أضرار كبيرة في القصر الرئاسي، مشيرة إلى أن حوالي 12 طائرة حربية نفذت الهجوم على المواقع الحوثية.
ويمثل الهجوم الإسرائيلي الإخير تحولاً نوعياً في الاستراتيجية، حيث انتقلت من استهداف المرافق الحيوية العامة مثل الموانئ والمطارات، إلى ضرب معسكرات ومراكز القيادة والسيطرة بالقرب من دار الرئاسة.
يكشف اختيار هذه الأهداف عن امتلاك إسرائيل لإحداثيات دقيقة وخرائط مفصلة لمراكز النفوذ الحساسة في صنعاء، مما يشير إلى إمكانية استهداف شخصيات قيادية في المستقبل، كما أن التدرج في الأهداف من الأماكن اللوجستية إلى المراكز السيادية يوصل رسالة واضحة بأن القيادة الحوثية نفسها قد تصبح هدفاً مستقبلياً.
سياسياً، يشكل توسيع بنك الأهداف ليشمل القلب السياسي للحوثيين ضغطاً مضاعفاً على طهران، بينما تنسف هذه الضربات ادعاءات الحوثيين بأن العاصمة محمية وتكشف هشاشة دفاعاتهم أمام الجمهور.
عسكرياً، يمثل التحول من تعطيل خطوط الإمداد إلى شل مراكز القرار مرحلة جديدة في المواجهة، بينما يأتي استهداف منشآت الوقود كجزء من استراتيجية تجفيف التمويل للجماعة المسلحة.
تطور خطير في مسار المواجهة
يشير هذا التصعيد إلى أن إسرائيل بدأت تنقل المواجهة مع الحوثيين إلى مستوى جديد، حيث تستهدف “الرأس” بدلاً من “الذراع”، في تطور سياسي وعسكري بالغ الخطورة على الجماعة المسلحة. هذا التحول في طبيعة الأهداف ومستوى جرأتها لا يقتصر على وجود غارات جديدة، بل في نوعيتها التي تمس المراكز الحيوية لسلطة الحوثيين في صنعاء، مما ينذر بمرحلة جديدة من المواجهة قد تعيد تشكيل خريطة القوى في المنطقة وتؤثر على مستقبل الصراع في اليمن.