مقابلة نادرة تكشف الأجندة الحوثية.. مشروع ديني متطرف وولاء مطلق لإيران

في سابقة مثيرة للجدل، كشفت مقابلة أجرتها صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية مع قيادي بارز في جماعة الحوثي، عن اختراقات إعلامية إسرائيلية لقيادات الميليشيا، وفضحت في الوقت ذاته الأجندة الأيديولوجية الخطيرة التي يتبناها الحوثيون في اليمن والمنطقة.

وصرح القيادي الحوثي خلال المقابلة بأن الجماعة “تخوض نضالًا للتحرر من العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني”، مؤكداً أن هدفهم النهائي هو إقامة “نظام عادل وقرآني” على أنقاض ما وصفه بـ”الأنظمة العميلة في الخليج”، وأنهم لا يسعون للسلطة بل لتطبيق مشروع “حسين الحوثي” القائم على بناء “دولة إسلامية وهزيمة اليهود”.

ورغم أن الحوثيين يزعمون رفضهم التعامل مع إسرائيل، إلا أن إجراءهم مقابلة مع صحيفة إسرائيلية بارزة يكشف عن اختراق أمني وإعلامي خطير، ويضع علامات استفهام حول حقيقة الشعارات التي يرفعونها، ويبرهن على أن الميليشيا باتت أداة مكشوفة في مشروع إقليمي يتجاوز الحدود اليمنية.

مشروع إيراني علني
القيادي لم يُخفِ افتخاره بالتحالف مع إيران، قائلًا: “لا نخجل من تحالفنا مع إيران، بل نفخر بها… علاقتنا بها علاقة إيمان وولاء لآيات الله الخميني وخامنئي”. وأضاف أن إيران “تساند أهداف الأمة” وتعتبر “قدوتهم”، وهو ما يعزز المخاوف من أن الحوثيين لا يمثلون حركة يمنية مستقلة، بل ذراعًا أيديولوجيًا وعسكريًا للمشروع الإيراني في المنطقة.

مخاطر على الأمن العربي
تؤكد هذه التصريحات أن جماعة الحوثي تتبنى رؤية طائفية عابرة للحدود، تستهدف قلب الأنظمة القائمة في الدول الخليجية والعربية، وتخطط لبناء جيش عقائدي يخدم مشروعًا أيديولوجيًا يهدد الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل امتلاكها ترسانة صاروخية وطائرات مسيّرة إيرانية الصنع، واستخدامها للأراضي اليمنية كمنصة للهجمات العابرة.

تكشف المقابلة، من حيث توقيتها ومضمونها، عن خطورة التوجهات الحوثية التي لم تعد تقتصر على الداخل اليمني، بل باتت تعلن صراحة نواياها تجاه المنطقة، وتؤكد أنها جزء لا يتجزأ من “محور الممانعة” بقيادة إيران، الأمر الذي يستدعي تحركاً إقليمياً موحداً لوقف تمدد هذا المشروع المتطرف.

زر الذهاب إلى الأعلى