إيران تنشئ جسرًا جويًا لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين بعد تشديد الخناق بحريًا

كشفت مصادر محلية موثوقة عن وصول أربع طائرات تابعة لشركة طيران خاصة عمانية إلى مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية، محملة بصناديق مشبوهة مغلقة، في عملية تثير مخاوف جدية حول استخدام الأجواء العمانية لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى ذراعها في اليمن.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها المصادر، فإن الطائرة الأولى وصلت صباح الثلاثاء، وتوقف لمدة ساعة واحدة، حيث تم إنزال صناديق مغلقة منها قبل مغادرتها.

ويرى مراقبون سياسيون، أن التوقيت القصير لهبوط هذه الطائرات يشير إلى طبيعة العملية السرية والحاجة لتجنب الرصد الدولي، خاصة مع تزايد الرقابة على الأنشطة الإيرانية في المنطقة.

ووفقًا للمصادر، تلت ذلك وصول الطائرة الثانية عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، والتي توقفت لمدة 45 دقيقة، وتم إنزال صناديق مماثلة منها قبل مغادرتها.

ويلفت محللون سياسيون إلى أن هذا النمط المتكرر والسريع في التحميل والتفريغ يتماشى مع عمليات التهريب المنظمة، والتي تحرص على عدم البقاء في المطار لفترات طويلة تجنباً للكشف.

أما الطائرة الثالثة فقد وصلت في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، وغادرت بعد أقل من ساعة، بعد إنزال صناديق مشابهة.

وترى مصادر في الأوساط السياسية أن هذا التوقيت المحسوب بدقة يدل على تنسيق مسبق وتخطيط محكم لضمان سرية العملية وعدم تزاحم الطائرات في المطار.

واكتملت السلسلة المشبوهة بوصول الطائرة الرابعة في الساعة الرابعة عصراً، والتي اتبعت نفس النمط بإنزال صناديق مغلقة والمغادرة خلال أقل من ساعة.

ويؤكد مراقبون أن هذا التنظيم الدقيق والتكرار المتماثل يشير بقوة إلى عملية منظمة لتهريب الأسلحة، خاصة في ظل التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة.

هذه التطورات تأتي بعد أيام قليلة من نجاح قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي في إحباط محاولة تهريب حوالي 750 طناً من الأسلحة الحديثة كانت في طريقها عبر البحر الأحمر إلى المليشيا الحوثية.

ويعتبر محللون عسكريون أن فشل الطريق البحري دفع إيران إلى البحث عن بدائل جوية، مستغلة الموقع الجغرافي لعمان والعلاقات الدبلوماسية المعقدة في المنطقة.

ويرى خبراء في الشؤون الإقليمية، أن لجوء إيران إلى الطريق الجوي عبر عمان يكشف عن إصرارها على مواصلة دعم أذرعها في المنطقة رغم الضغوط الدولية المتزايدة، كما يسلط الضوء على الثغرات في أنظمة الرقابة الجوية التي تستغلها طهران لتمرير شحناتها العسكرية.

من جانبها، تواجه الحكومة الشرعية اليمنية انتقادات متزايدة لعدم قدرتها على منع هذه العمليات أو التصدي لها بفعالية.

ويشدد محللون سياسيون على ضرورة تفعيل الرقابة الجوية والتنسيق مع المجتمع الدولي لمنع استخدام الأجواء الإقليمية في تهريب الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية.

وتشير معلومات أولية إلى أن ثلاث طائرات إضافية من عمان من المقرر وصولها غداً، مما يثير تساؤلات جدية حول استمرار هذا النمط من التهريب المشبوه.

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه العمليات دون رد فعل حازم سيشجع إيران على توسيع شبكة تهريب الأسلحة وتطوير طرق جديدة للالتفاف على العقوبات الدولية.

وفي هذا السياق، يؤكد محللون عسكريون أن نجاح إيران في إنشاء جسر جوي لتزويد المليشيا الحوثية بالأسلحة سيقلب موازين القوى في الصراع اليمني، ويطيل أمد الحرب، ويهدد الأمن الإقليمي برمته، مما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لوقف هذا التدفق غير المشروع للأسلحة.

زر الذهاب إلى الأعلى