وصول عشرة من أفراد طاقم «إيتيرنيتي سي» إلى السعودية وتوقف عمليات البحث عن المفقودين

أعلنت مصادر في الأمن البحري لوكالة رويترز وصول عشرة من أفراد طاقم سفينة الشحن “إيتيرنيتي سي” (Eternity C) إلى السعودية، بعد أن أغرقتها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران الأسبوع الماضي.
وفي الوقت نفسه، أعلنت شركتا الأمن البحري “أمبري” و”ديابلوس غروب” وقف عمليات البحث عن بقية أفراد الطاقم، مع ترجيح وفاة أربعة منهم على الأقل واعتبار 11 شخصاً في عداد المفقودين.
وتعرضت سفينة “إيتيرنيتي سي” اليونانية التي ترفع علم ليبيريا للهجوم في السابع من يوليو من قبل الذراع الإيرانية في اليمن، حيث استُخدمت في الهجوم أسلحة خفيفة وطائرات مسيرة مفخخة قبل غرقها.
وكانت السفينة تحمل على متنها 21 فرداً من الطاقم وثلاثة أفراد أمنيين، ولم تطلب مرافقة من البحرية الأمريكية أو البعثة البحرية الأوروبية.
عمليات الإنقاذ والنتائج
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان، إن العشرة أفراد من الطاقم الذين تم إنقاذهم هم، ثمانية فلبينيين، ويوناني واحد، وعنصر أمني هندي.
وتولت شركتا الأمن البحري “أمبري” و”ديابلوس غروب” عمليات البحث التي تم إيقافها لاحقاً بناءً على قرار مالك السفينة.
وكانت مليشيا الحوثي الإرهابية، زعمت احتجاز بعض أفراد الطاقم كرهائن دون تقديم أي أدلة، في حين أعربت السفارة الأمريكية في اليمن عن اعتقادها أن المليشيا قامت بالفعل باختطاف بعضهم.
الأضرار البيئية
أظهرت صور الأقمار الصناعية بقع نفطية طويلة في المواقع التي غرقت فيها السفينة “إيتيرنيتي سي” وتلك التي تعرضت فيها سفينة “ماجيك سيز” لهجوم مماثل، مما يشير إلى كارثة بيئية متنامية في البحر الأحمر.
وتسببت هذه الهجمات في اضطراب شديد لحركة الشحن في البحر الأحمر، الذي تمر عبره سنوياً بضائع تقدر قيمتها بنحو تريليون دولار، مما يهدد سلاسل التوريد العالمية ويرفع أسعار الشحن والتأمين البحري.
التكتيكات المستخدمة
تطور تكتيك الذراع الإيرانية في اليمن من مجرد إطلاق الصواريخ إلى استخدام مزيج من الأسلحة الخفيفة والطائرات المسيرة المفخخة والقوارب المفخخة، مما يدل على تطور قدراتها العسكرية بدعم إيراني مباشر، وفقًا لمحللين عسكريين.
ويُظهر الهجوم على سفينتين في غضون يوم واحد تصعيداً في وتيرة العمليات وزيادة في التنسيق العملياتي، مما يعكس استراتيجية ممنهجة لإغلاق الممر المائي الحيوي.
تكاليف الأمن البحري
ارتفعت تكاليف تأمين السفن المارة عبر البحر الأحمر بشكل كبير، مما يضطر الشركات إلى تحمل أعباء مالية إضافية أو اللجوء إلى طرق بديلة أطول وأكثر كلفة.
ويؤثر إغلاق أو تقييد الملاحة في البحر الأحمر على 12% من التجارة العالمية، مما يهدد بزيادة أسعار السلع الأساسية وتعطيل سلاسل الإمداد الدولية.
السفن التي أغرقتها مليشيا الحوثي في البحر الأحمر
سفينة “روبيمار” (Rubymar)، سفينة الشحن البريطانية الملكية التي تحمل علم بليز والمحملة بالأسمدة، والتي غرقت في مارس 2024 بعد تعرضها لهجوم صاروخي، وكانت أول سفينة تغرق بالكامل في هذه الحملة.
سفينة “إيتيرنيتي سي” (Eternity C)، سفينة يونانية تحمل علم ليبيريا والتي غرقت في يوليو 2025 بعد تعرضها لهجوم بالأسلحة الخفيفة والطائرات المسيرة.
سفينة “ماجيك سيز” (Magic Seas)، سفينة يونانية تحمل علم ليبيريا والتي غرقت في يوليو 2025 بعد تعرضها لهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة.
السفن المختطفة
سفينة “غالاكسي ليدر” (Galaxy Leader)، سفينة اختطفتها مليشيا الحوثي في نوفمبر 2023 وتم الإفراج عن طاقمها في يناير 2025.
وتواصل مليشيا الحوثي الإرهابية، كذراع إيرانية في اليمن، تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر تحت ذريعة الرد على الحرب في غزة، مما يؤدي إلى كوارث إنسانية وبيئية واقتصادية تتجاوز حدود المنطقة لتؤثر على التجارة العالمية والأمن البحري الدولي.