مليشيا الحوثي الإرهابية تحوّل جامعة صنعاء إلى أداة للانتقام والتصفيات الطائفية

في خطوة تعكس استمرار النهج الانتقامي للمليشيا الحوثية الإرهابية الموالية لإيران، أقدم الحوثي إبراهيم المطاع، نائب رئيس جامعة صنعاء للشؤون الأكاديمية، على قطع مرتبات عدد من الأساتذة الجامعيين، في مقدمتهم الدكتور محمد الظاهري، أستاذ العلوم السياسية ورئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
وفي منشور مؤثر على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كشف خالد الظاهري، نجل الدكتور محمد الظاهري، عن تفاصيل الظلم الذي تعرض له والده على يد المليشيا الحوثية، بقوله: “كلٌّ يعرف غريمه… وأنا غريمي هو الحوثي”، مضيفاً أن المطاع “تجرأ وبكل وقاحة على قطع معاش والدي”.
وأوضح خالد أن والده “ليس مجرد رقم في السجلات، بل رمز علمي ونقابي لا يجهله أحد”، مشيراً إلى أن الدكتور الظاهري “رغم مرضه الشديد، لم يسلم من استهدافهم”.
وتابع: “راتبه الهزيل أصلاً لا يُصرف شهرياً، بل يُرمى إليه نصفه من فترة لأخرى، وكأنهم يمنّون عليه”.
نهج الانتقام الطائفي
تأتي هذه الخطوة في سياق النهج الممنهج للمليشيا الحوثية لتصفية الحسابات مع الأكاديميين والمثقفين اليمنيين، حيث وصف نجل الدكتور الظاهري قرار قطع المرتب بأنه “انتقامي لا يستند إلى وجه حق ولا قانون، بل إلى فساد وتصفية حسابات رخيصة، لا تليق بمؤسسة أكاديمية بحجم جامعة صنعاء”.
وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن ميليشيات الحوثي الإرهابية حولت جامعة صنعاء إلى أوكار لتعليم اللغة الفارسية، وتمجيد رموز الإرهاب الإيراني، في إطار مشروعها لتغيير الهوية الثقافية والعلمية للجامعة العريقة.
وتزامنت هذه الخطوة مع اعتداء عناصر حوثية على رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية لنقابة التدريس بجامعة صنعاء وعدد من أساتذة الجامعة عندما طالبوا بصرف رواتبهم، مما أدى إلى استقالة نائب رئيس الجامعة احتجاجاً على هذه الممارسات.
تدهور الأوضاع الأكاديمية
وتشهد الأوساط الأكاديمية في صنعاء تدهوراً مستمراً تحت سيطرة المليشيا الحوثية، حيث تساقط دكاترة جامعة صنعاء واحداً تلو الآخر بسبب الأوضاع الصعبة وانقطاع الرواتب والضغوط النفسية.
وختم خالد الظاهري منشوره برسالة تحدٍ واضحة للمليشيا الحوثية، قائلاً: “نهبوا حقه، وظنّوا أن الكبار تُهان بقرارات صغار. لكن تذكر يا إبراهيم: الكرامة لا تموت، والظلم لا يُنسى، والأيام تدور… وسنذكّرك بها حين يدور الزمان”.
وتُظهر هذه الحادثة مدى تغلغل المليشيا الحوثية في المؤسسات التعليمية واستخدامها كأداة للقمع والانتقام، مما يهدد مستقبل التعليم العالي في اليمن ويدفع بالكوادر الأكاديمية المتميزة إلى الهجرة أو الصمت قسراً.
وتأتي هذه الممارسات في الوقت الذي تواصل فيه المليشيا الحوثية الإرهابية تنفيذ أجندة إيرانية تهدف إلى تدمير البنية التعليمية والثقافية في اليمن، وتحويل المؤسسات الأكاديمية إلى منابر لنشر الفكر الطائفي والولاء للمشروع الإيراني في المنطقة.