ما وراء التهديدات الأمريكية الإسرائيلية بقاذفات «بي-2» لضرب الحوثي؟

هدد السفير الأمريكي في إسرائيل باستخدام قاذفات “بي-2” الاستراتيجية ضد مواقع المليشيا الحوثية، عقب إطلاق المليشيا صاروخاً باتجاه الأراضي الإسرائيلية، فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن “مصير صنعاء هو مصير طهران”.
وقال السفير الأمريكي تعليقاً على الهجوم الصاروخي: “ربما على قاذفات بي-2 أن تزور اليمن”، في إشارة واضحة لاستخدام أحد أكثر الأسلحة الجوية تطوراً في الترسانة الأمريكية لضرب مواقع المليشيا الحوثية.
وأضاف: “اعتقدنا أننا انتهينا من الصواريخ لكن المليشيا الحوثية أرسلت واحداً فوق رؤوسنا في إسرائيل”.
وأوضح السفير، أن نظام الاعتراض الإسرائيلي نجح في التعامل مع التهديد، مشيراً إلى أن “النظام المذهل يتيح لنا التوجه للملاجئ والانتظار حتى زوال الخطر”، غير أن تصريحاته تكشف عن فشل في التقديرات الأمريكية التي اعتقدت أن القدرات الصاروخية للمليشيا الحوثية الإيرانية قد تم تحييدها.
تصعيد إسرائيلي وربط بين اليمن وإيران
بيّن وزير الدفاع الإسرائيلي موقف بلاده الحاسم من تهديدات المليشيا الحوثية، مؤكداً أن “مصير صنعاء هو مصير طهران”، هذا الربط المباشر بين العاصمتين يشير إلى النظرة الإسرائيلية للمليشيا الحوثية كذراع إيرانية تعمل على زعزعة الاستقرار الإقليمي.
ويشير المراقبون، إلى أن التهديد الإسرائيلي يحمل رسائل متعددة للمليشيا الحوثية، فهو تحذير مباشر بأن أي تصعيد سيواجه برد قاس يطال مواقعها في اليمن، ولإيران، فهو إنذار بأن العمل ضد أذرعها في المنطقة قد يكون مقدمة لعمل مماثل ضد طهران مباشرة.
وقال محللون عسكريون، إن الإشارة الأمريكية لاستخدام قاذفات “بي-2” تمثل تحولاً من النهج المحدود إلى التهديد بضربات استراتيجية واسعة النطاق، علمًا أن الطائرات الشبحية مخصصة للمهام عالية المخاطر وتحمل قدرات تدميرية هائلة.
وأكد خبراء استراتيجيون، أن التصريحات الأخيرة تشير إلى إعادة تقييم أمريكية إسرائيلية لتهديدات المليشيا الحوثية، بعد أن أثبتت المليشيا الإيرانية قدرة على الوصول للأراضي الإسرائيلية رغم الجهود السابقة لاحتوائها.
وأشاروا إلى أن توسيع العمليات العسكرية لتشمل مواقع المليشيا الحوثية يواجه تحديات جمة، أبرزها استخدام المدنيين كدروع بشرية والتداخل مع النسيج الاجتماعي اليمني.
تداعيات إقليمية ومخاطر التصعيد
وبين المحللون أن هذا التطور يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل محاولات إيران استخدام أذرعها المسلحة في المنطقة للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة.
وأوضحوا أن المليشيا الحوثية تُعتبر أداة إيرانية لزعزعة الأمن الإقليمي، وأن ضربها قد يرسل رسالة قوية لطهران حول عواقب استخدام هذه الأذرع.
وأشار دبلوماسيون، إلى أن التصريحات قد تكون جزءاً من حرب نفسية تهدف لردع المليشيا الحوثية دون الحاجة للتدخل العسكري المباشر، لكنهم حذروا من أن التصعيد اللفظي قد يتحول إلى واقع عملياتي إذا استمرت الهجمات الصاروخية من مواقع المليشيا الحوثية.
وقال مراقبون، إن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه التهديدات ستترجم إلى أعمال عسكرية فعلية ضد مواقع المليشيا الحوثية، أم أنها ستبقى في إطار الردع والتحذير.