ترامب يطالب إيران بـ«الاستسلام غير المشروط» ويهدد المرشد الأعلى

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء أن “صبر الولايات المتحدة ينفد” مع إيران، مطالباً النظام الإيراني بـ”الاستسلام غير المشروط” في تصريحات حادة هزت أروقة السياسة الدولية.
وفي تهديد مباشر للقيادة الإيرانية، أكد ترامب أن الولايات المتحدة “تعرف تماماً أين يختبئ المرشد الأعلى”، واصفاً إياه بأنه “هدف سهل” لكنه أضاف أن واشنطن “لن تقضي عليه على الأقل في الوقت الحالي”.
جاءت تصريحات ترامب المتشددة في سياق تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، حيث أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن “الإطلاق الأخير من إيران تضمن عدداً قليلاً من الصواريخ مرة أخرى”، في إشارة إلى استمرار التراشق العسكري بين الطرفين.
وتزامناً مع التهديدات الأمريكية، كشفت مصادر في وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين أن الجيش الأمريكي ينقل مقاتلات إلى الشرق الأوسط، مؤكدين أن “عمليات النشر في الشرق الأوسط تشمل طائرات مقاتلة إف 16 وإف 22 وإف 35”.
وبرر مسؤول أمريكي لشبكة الجزيرة هذا التحرك بأن “البنتاغون يلعب دوره في توفير خيارات في حال فشل الدبلوماسية مع إيران”.
يأتي هذا التعزيز العسكري في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى الضغط على طهران، حيث كشفت مصادر مطلعة في البنتاغون أن “قاذفات بي 52 توفر خيارات في حال فشل الدبلوماسية مع إيران”، مشيرة إلى أن هذه القاذفات “تتمركز حالياً في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي”.
وفي تطور لافت، نقلت شبكة سي إن إن عن مصدرين أن “الجيش الأمريكي يستعد لموافقة من ترامب على تزويد طائرات إسرائيل بالوقود خلال مهاجمة إيران”، موضحة أن “هذا أحد أسباب إرسال أكثر من 30 طائرة أمريكية للتزويد بالوقود جواً للشرق الأوسط”.
وأشار مصدر للشبكة إلى أن “نقل طائرات التزويد بالوقود للشرق الأوسط يهدف لإعطاء ترامب خيارات في حال رغب في زيادة الانخراط”.
وبحسب التحليلات الاستراتيجية، فإن هذه التحركات تعكس تحولاً جذرياً في النهج الأمريكي تجاه إيران، حيث ينتقل البيت الأبيض من سياسة الاحتواء إلى سياسة الضغط المباشر والتهديد الصريح.
وتشير التطورات إلى أن إدارة ترامب تسعى لاستغلال الضعف الإيراني الحالي لإجبار طهران على تقديم تنازلات جوهرية في برنامجها النووي ودعمها للمليشيات الإقليمية.
من جانب آخر، أكد مسؤولون أمريكيون أن “نشر مقاتلاتنا بالشرق الأوسط طابعه دفاعي وشاركت في إسقاط مسيرات ومقذوفات إيرانية”، في محاولة لتبرير التعزيزات العسكرية؛ إلا أن تقارير أخرى تشير إلى أن “تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود سيكون ضمن نطاق التدخل العسكري الأمريكي”، مما يطرح تساؤلات حول حدود الدعم الأمريكي لإسرائيل في أي عملية عسكرية مستقبلية ضد إيران.
وفي السياق الدولي، علق المستشار الألماني على التطورات قائلاً إن “واشنطن تدرس مشاركة إسرائيل”، في إشارة إلى التنسيق المتزايد بين الحلفاء الغربيين حول الملف الإيراني.
تبقى الأوضاع في المنطقة متوترة مع استمرار التبادل العسكري بين إيران وإسرائيل، بينما تتجه الأنظار إلى ردود الفعل الإيرانية على التهديدات الأمريكية المتصاعدة والتعزيزات العسكرية في المنطقة.