نتنياهو: إيران كانت تخطط لتزويد الحوثيين بسلاح نووي لتهديد الخليج؟

في تصريح يكاد يكون الأخطر منذ بدء المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وإيران، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المعلومات الاستخباراتية المؤكدة لدى تل أبيب تشير إلى أن إيران كانت تخطط لنقل قدرات نووية إلى مليشيا الحوثي في اليمن.

التصريح، الذي أدلى به في مقابلة حصرية مع شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، ليس فقط اعترافًا بوجود نوايا خطيرة، بل تأكيد على دخول المنطقة مرحلة غير مسبوقة من التصعيد النووي، يكون فيها وكلاء إيران – وعلى رأسهم الحوثيون – أدوات محتملة في حرب إبادة قد تطال المدنيين قبل العسكريين.

الخطير في حديث نتنياهو ليس فقط في توقيته الذي يأتي بعد الهجوم الإسرائيلي المباغت على منشأة أصفهان النووية، بل في ما تضمنه من تفاصيل تشير إلى أن “التحرك الإسرائيلي جاء لمنع تهديد وشيك”، وأن “هدف العملية هو تدمير القدرة الإيرانية النووية والباليستية”، لأن إيران كانت تخطط لتقديم تلك القدرات إلى الحوثيين وشركاء آخرين في المنطقة.

عندما يتحول الحوثي من مجرد ميليشيا إلى حامل محتمل لسلاح نووي
لم تعد جماعة الحوثي مجرد ذراع عسكرية لإيران في خاصرة الجزيرة العربية، بل باتت، وفقًا لهذا التصريح الإسرائيلي، خيارًا مفضلاً لطهران لنقل التكنولوجيا النووية أو حتى الأسلحة النووية ذاتها.

الحوثيون، الذين اعتادوا تجاوز كل الخطوط الحمراء في استهداف المدنيين، لم يعرف عنهم يومًا احترام القانون الدولي أو الإنساني، ما يجعل فكرة امتلاكهم لسلاح نووي كارثة شاملة تتجاوز حدود اليمن، وفقًا لحديث مراقبين سياسيين.

ويقول مراقبون سياسيون، أن لا غرابة أن تحذر إسرائيل، على لسان نتنياهو، من أن إيران “تريد السيطرة على منابع النفط والتحكم بمسارات الشحن البحري”، وأنها تسعى لتمكين ميليشيات مثل الحوثيين من تنفيذ هذا المشروع بالقوة النووية إذا لزم الأمر.

ويقول محللون سياسيون، أن ولو تمكن الحوثي من امتلاك قنبلة نووية أو حتى مكوناتها، فإن التهديد لن يكون موجهاً فقط إلى الرياض أو أبوظبي، بل إلى كل دولة خليجية وحتى البحر الأحمر.

تصريحات نتنياهو تكشف أن إيران لا تسعى فقط لامتلاك قنبلة نووية للاستخدام السيادي، بل لتوزيعها على أذرعها في المنطقة، وتحويل الصراع من مواجهة تقليدية إلى حرب نووية بالوكالة، يستخدم فيها الحوثي كسلاح رخيص ومضمون التأثير.

ما بعد أصفهان… ومنعطف الردع القادم
الهجوم الإسرائيلي الذي دمر مفاعل أصفهان، بحسب نتنياهو، “أعاد البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء”، وكان هدفه الأساسي تعطيل قدرة طهران على تنفيذ نيتها في تسليح الحوثيين. ولفت إلى أن عنصر المفاجأة كان حاسماً، وأن ما يجري الآن في إيران من هجرة جماعية يؤكد حجم الصدمة.

لكن ما لم يقله نتنياهو – وقالته تصرفات إيران من قبل – هو أن النظام الإيراني لا يتراجع بسهولة، بل يبحث عن طرق بديلة للثأر واستعادة المبادرة، وهنا يصبح الحوثي الوسيلة الأخطر لتنفيذ هذا الانتقام النووي، خصوصاً في ظل انفلات السلاح في اليمن، وغياب الرقابة الدولية على مناطق سيطرة الميليشيا.

هل يمكن تخيل ما قد تفعله جماعة مثل الحوثي – التي تهاجم السفن وتفجر المساجد وتجنّد الأطفال – إذا امتلكت سلاحًا نوويًا؟ هل يمكن لدول الخليج أو العالم أن يثق بأن هذه الجماعة لن تستخدم القنبلة لفرض شروطها؟ أو للانتقام من خصومها؟ أو لتنفيذ أجندة وليّ نعمتها في طهران؟

تصريحات نتنياهو تكشف زيف دعاوى إيران بأن برنامجها النووي “سلمي”، وتضع العالم أمام معادلة جديدة: لم تعد الحرب النووية خطرًا محصورًا بين الدول، بل باتت قابلة للتنفيذ عبر ميليشيات منفلتة، مستعدة لحرق كل شيء من أجل مشروع ولاية الفقيه.النوو

زر الذهاب إلى الأعلى