اشتباكات في عمران.. مليشيا الحوثي تُذل القبائل اليمنية وتفرض مشروع الهيمنة الفارسي

اندلعت اشتباكات مسلحة في وقت مبكر من فجر الخميس بمدينة ريدة بمحافظة عمران، شمالي اليمن، عقب مقتل عمار الملاحي، شقيق قيادي في مليشيا الحوثي الإرهابية، وسط تصاعد التوترات القبلية في المنطقة مع الذراع الإيرانية في اليمن.

وأفادت مصادر محلية، أن عمار الملاحي، شقيق سام الملاحي، مسؤول التعبئة العامة في مليشيا الحوثي بمحافظة البيضاء، قُتل في ظروف لا تزال ملابساتها غامضة حتى الآن.
واتهم مقربون من القتيل أفراداً من قبيلة “آل سران” بالوقوف وراء الحادثة، مستندين إلى خلاف مالي دار مؤخراً بين القتيل وشخص يُدعى جمال مجمل سران.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد فرض مسلحون من أسرة القتيل، إلى جانب عناصر أمنية تابعة لجماعة الحوثيين في مديرية ريدة، طوقاً مسلحاً على منازل تابعة لوجهاء من قبيلة آل سران، قبل أن يقتحموا منزلَي الشيخ رضوان سران والشيخ محمد قايد سران، ويقتادوهما إلى جهة غير معلومة.

ويقول محللون سياسيون، أن ما جرى في مدينة ريدة بمحافظة عمران، ليس مجرد اشتباك مسلح عابر، بل هو مشهد جديد من مسلسل الإذلال الحوثي الممنهج للقبائل اليمنية، التي كانت طوال التاريخ درع اليمن، وصمّام أمانه، قبل أن تأتي هذه العصابة الممسوخة من دهاليز الحوزات الإيرانية لتكسر كبرياء القبائل وتُخضعها لأجندتها الطائفية.

مقتل عمار الملاحي، شقيق أحد أبرز قادة ما يسمى بـ”التعبئة العامة” في المليشيا، فجّر موجة انتقام ضد همجية حوثية، نتيجة ما فعلته ضد قبيلة “آل سران”.

المليشيا، كعادتها، نصّبت نفسها خصماً وحكماً وجلاداً، فاقتحمت البيوت، وروّعت الآمنين، واختطفت شيوخ القبيلة رضوان سران ومحمد قايد سران بطريقة مهينة لا تليق برجال يُفترض أن مكانتهم الاجتماعية تُحترم في أي مجتمع حرّ.

هذه الحادثة كشفت مجدداً حقيقة المشروع الحوثي – الإيراني في اليمن: إنهاء البنية القبلية، وإذلال المشايخ، وتفكيك النسيج الاجتماعي، تمهيداً لتحويل اليمن إلى مستعمرة طائفية تابعة للمرشد الأعلى في طهران.

الحوثيون لا يعترفون بقيمة القبائل، بل يرون فيها خطراً يجب كسره، لأنها الحاجز الأخير أمام هيمنتهم.

ومهما حاولت المليشيا تبرير اقتحام المنازل واختطاف الشيوخ بأنها عملية أمنية، فإن ما حدث يؤكد أن لا قانون يحكمهم سوى قانون الغاب، ولا أخلاق لديهم سوى الانتقام الطائفي، ولا هدف لهم سوى تركيع اليمنيين وإذلال كل من يرفض الانخراط في مشروعهم الكهنوتي.

إن ما تعرضت له قبيلة “آل سران” ليس استثناءً، بل هو امتداد لنهج الحوثي في البيضاء، وعتمة، وحجور، وهمدان، وأرحب… كلها قبائل حاولت الدفاع عن كرامتها، فكان الثمن القتل والتنكيل والاختطاف، وفقًا لمراقبين.

ودعا المراقبون القبائل اليمنية أن تُدرك أن صمتها لم يعد يحميها، وأن استهدافها واحداً تلو الآخر لا يعني أن الدور لن يأتي على من يتخاذل اليوم.

وأوضححوا أن الحوثي ليس من نسيج اليمن، بل أداة فارسية موجهة لتفتيت البلاد، ولا سبيل للخلاص سوى بانتفاضة قبلية شاملة تعيد الاعتبار للهوية اليمنية وتدفن مشروع الاستعباد الحوثي إلى الأبد.

زر الذهاب إلى الأعلى