مراقبون يحذرون.. الحوثيون يهددون بقرصنة الطائرات المدنية في ظل صمت حكومي مريب

حذر مراقبون مختصون في شؤون الطيران المدني من تصاعد التهديدات الحوثية المبطنة التي قد تتطور إلى عمليات قرصنة جوية واختطاف للطائرات المدنية وإجبارها على الهبوط في مطار صنعاء، مطالبين وزارة النقل في الحكومة الشرعية وشركة الخطوط الجوية اليمنية بالتعامل بجدية مع هذه التهديدات.

وأشار المراقبون، إلى أن الملحق الأمني من اتفاقية شيكاغو المتعلق بالطيران المدني يجيز للدول اتخاذ التدابير اللازمة لحماية طائراتها من أعمال القرصنة والاختطاف، في إشارة واضحة إلى ضرورة تفعيل هذه الآليات الدولية.

تأتي هذه التحذيرات في ضوء السابقة الخطيرة التي شهدها الطيران المدني اليمني، حين استولت مليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران على ثلاث طائرات مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية في ظروف مثيرة للجدل.

وكانت الجماعة قد طالبت التحالف العربي العام الماضي، بالسماح للحجاج اليمنيين المقيمين في المناطق الخاضعة لسيطرتها بالسفر من مطار صنعاء، مطالبة بتخصيص ثلاث طائرات من اليمنية لهذا الغرض، غير أن حدث كان صادماً، إذ استولت الجماعة بالقوة على الطائرات الثلاث فور وصولها واستخدمتها لأغراضها الخاصة.

قرارات متناقضة وخسائر فادحة
في موقف يثير التساؤلات حول طبيعة القرارات المتخذة، كشف المجلس الرئاسي عن محاولاته إنقاذ ما تبقى من أسطول الطيران اليمني، غير أن الحوثيين رفضوا هذه المحاولات وأصروا على وصول الطائرة الأخيرة من تلك التي استولوا عليها إلى مطار صنعاء، بعد إجراء إصلاحات غير مطابقة للمواصفات العالمية لمدرج الطائرات.

وفي تطور مأساوي، دمرت إسرائيل الطائرات الثلاث عندما استهدفت مطار صنعاء الدولي، مما أدى إلى خسارة فادحة في الأسطول الجوي اليمني المحدود أصلاً.

وفي مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، كشف رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي عن تهديدات حوثية صريحة بضرب مطارات عدن وحضرموت والمخا والريان وجميع المطارات اليمنية الخاضعة للشرعية اليمنية.

وأوضح العليمي، أن مجلس القيادة سمح بإعادة الطائرة رغم التهديدات، وهو ما وصفه مراقبون بأنه “وقوع في المحظور”، خاصة بعد أن استكملت إسرائيل تدميرها لاحقاً.

تهديدات متجددة ومخاوف متزايدة
وكان رئيس ما يسميه الحوثيون “المجلس السياسي الأعلى” توعد بأن “الرجال” – في إشارة إلى مليشياتهم – سيعملون على استعادة بقية الطائرات، في تهديد صريح يثير المخاوف من تكرار سيناريوهات الاستيلاء على الطائرات المدنية.

هذه التطورات تطرح تساؤلات جدية حول قدرة الحكومة الشرعية على حماية أصولها الجوية وضمان سلامة الطيران المدني اليمني، في ظل تصاعد التهديدات الحوثية وغياب استراتيجية واضحة للتعامل معها.

زر الذهاب إلى الأعلى