عملية نوعية للقوات البحرية المشتركة ضد مخدرات الحوثي (تفاصيل)

تكشف عملية ضبط شحنة مخدرات بقيمة تزيد عن 36 مليون دولار في بحر العرب جنوب اليمن، عن شبكة إجرامية معقدة تربط بين المليشيا الحوثية الإرهابية وتجارة المخدرات الدولية، في إطار استراتيجية تمويل شاملة تعتمد على الأنشطة الإجرامية لدعم العمليات الإرهابية والحفاظ على القوة العسكرية للجماعة.
نجحت القوات البحرية المشتركة، من خلال سفينة “إتش إم إس لانكستر” التابعة للبحرية الملكية البريطانية، في ضبط شحنة ضخمة تضم ألف كيلوغرام من الهيروين و660 كيلوغراماً من الحشيش و6 كيلوغرامات من الأمفيتامين في 22 مايو 2025، وهي العملية التي تأتي في سياق الجهود الدولية لتعطيل شبكات التمويل الإجرامي للمنظمات الإرهابية في المنطقة.
المؤشرات تشير بقوة إلى أن هذه الشحنة كانت متجهة للمليشيا الحوثية، التي اشتهرت إلى جانب حزب الله اللبناني بالمتاجرة في المخدرات كمصدر رئيسي لتمويل عملياتها الإرهابية، حيث تستغل الجماعة سيطرتها على أجزاء من السواحل اليمنية وشبكات التهريب التقليدية لتحويل اليمن إلى معبر رئيسي لتجارة المخدرات الدولية.
تمثل تجارة المخدرات مصدرًا حيويًا لتمويل المليشيا الحوثية، التي تحتاج لموارد مالية ضخمة لشراء الأسلحة والذخائر والحفاظ على شبكة واسعة من المقاتلين والمشرفين، خاصة في ظل الحصار المفروض على المناطق الخاضعة لسيطرتها والضغوط الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها.
التعاون بين المليشيا الحوثية وحزب الله اللبناني في مجال تجارة المخدرات ليس مجرد تعاون تجاري، بل يشكل جزءً من استراتيجية إقليمية أوسع تقودها إيران لتمويل وكلائها في المنطقة من خلال الأنشطة الإجرامية، مما يحول هذه الجماعات إلى شبكات إجرامية منظمة تستخدم الإرهاب والجريمة كوسائل متكاملة لتحقيق أهدافها السياسية، وفقًا لمراقبين على الوضع في اليمن.
ويقول خبراء، إن موقع ضبط الشحنة في بحر العرب جنوب اليمن يؤكد استغلال المليشيا للموقع الاستراتيجي لليمن على طرق التجارة الدولية، حيث تستخدم شبكات التهريب التقليدية والسواحل الطويلة لتحويل البلاد إلى مركز لتجارة المخدرات العابرة للقارات، مما يهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وبحسب إعلان القوات الدولية، فإن قيمة الشحنة المضبوطة البالغة 36 مليون دولار تعكس حجم العمليات المالية الضخمة التي تديرها المليشيا، والتي توفر لها موارد هائلة لشراء أسلحة متطورة وتمويل عمليات إرهابية واسعة النطاق، بما في ذلك الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.
التأكيد الصريح من قائد “قوة المهام 150” على أن هذه العملية تمثل “ضربة موجعة للمنظمات الإجرامية والإرهابية التي تستخدم المخدرات غير المشروعة لتمويل أنشطتها” يضع المليشيا الحوثية في قائمة المنظمات الإرهابية التي تعتمد على الجريمة المنظمة، ويؤكد الطبيعة الإجرامية الشاملة لأنشطتها.