بغطاء فني وثقافي.. الحوثيون يُعلنون الحرب الناعمة ضد اليمنيين ويُجنّدون الفن لخدمة مشروعهم الطائفي

كشفت مصادر مطلعة عن استحداث المليشيا لما يُعرف بـ”القطاع السادس – قطاع الحرب الناعمة” ضمن جهاز الأمن والمخابرات التابع لها، بقيادة المدعو سيف غيلان، في إطار توسعها في حرب الوعي والهوية الوطنية والثقافية.

وبحسب المصادر، تم إنشاء دوائر متخصصة داخل هذا القطاع، من أبرزها “دائرة 70” – والتي تُعنى على ما يبدو بمراقبة الخطاب الإعلامي والثقافي – و«دائرة الفنانين»، وهي الجناح الذي يوظف الشخصيات الفنية والثقافية المعروفة لصياغة محتوى يخدم الرؤية العقائدية الطائفية للمليشيا، ويساهم في تشويه الذاكرة الجمعية لليمنيين واستبدالها بأجندة مستوردة من طهران.

وبينت المصادر، أن أحد الفنانين الكبار، المعروفين تاريخيًا بموهبتهم ومكانتهم الفنية الوطنية، كان له دور محوري في هذا المشروع، من خلال تقديم استشارات وصياغة تصورات تشكيل “الهوية الفنية الجديدة” للحوثيين، التي تسعى لتجميل مشروع الكهنوت بواجهات ناعمة تخفي وراءها مشاريع التجنيد، التعبئة، والخطاب الطائفي.

ويقول مثقفون، إن الحوثيين يحوّلون الفن إلى أداة قمع فكرية وسمّ ناعم في الوعي اليمني، مشرين إلى أن الحرب التي تشنها المليشيا الحوثية لم تعد مقتصرة على الجبهات والبارود، بل انتقلت إلى مساحات الوجدان والذاكرة والهوية، عبر ما تسميه بـ”الحرب الناعمة”، وهو مصطلح إيراني خالص يستخدمه النظام في طهران منذ عقود، للترويج لأفكاره الدينية والسياسية داخل المجتمعات المستهدفة.

ويرون أن استحداث قطاع خاص بالحرب الناعمة ضمن جهاز الاستخبارات الحوثي، وبقيادة شخصية مثل سيف غيلان، المعروفة بخطابها العقائدي المتشدد، يكشف عن تحول الثقافة والفن في مناطق سيطرة المليشيا إلى أدوات أمنية وأيديولوجية، تراقب وتخضع وتُشكّل العقول لا لتنويرها، بل لتطويعها.

زر الذهاب إلى الأعلى