اليمنيون ينتقدون مليشيا الحوثي وسط تحديات سياسية واقتصادية

يستمر اليمنيون في التعبير عن آرائهم وانتقاداتهم حيال مليشيا الحوثي عبر منصتي إكس وفيسبوك، وتتصدر النقاشات قضايا السيطرة السياسية، الانتهاكات الحقوقية، والتدهور الاقتصادي في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا.

ورغم غياب أن هناك داعمين للمليشيا بشكل محدود، إلا أن التوجهات العامة تعكس حالة من الغضب والإحباط، مصحوبة بتفاؤل حذر بإمكانية التغيير وسط ضغوط إقليمية ودولية.

الانتقادات السياسية والعسكرية
تشير مناقشات اليمنيين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى فقدان مليشيا الحوثي لشرعيتها الاجتماعية والسياسية، حيث يتهمها المواطنون بتعميق الأزمة اليمنية من خلال سياسات القمع وسوء إدارة الموارد، ورفضها الانخراط في أي عملية سياسية.

يرى البعض أن المليشيا تعاني من حالة قلق داخلي، تتجلى في حملات الاعتقالات التعسفية وملاحقة المواطنين بتهم واهية مثل التجسس.

والملفت للانتهباه تداول مستخدمون اتهامات باختراق الحوثيين لمؤسسات الحكومة الشرعية عبر شخصيات موالية، مما يعيق جهود مواجهتهم.

الدعم الإيراني والتهديد الإقليمي
يبرز الدعم الإيراني للحوثيين كمحور رئيسي في النقاشات، حيث يُنظر إلى المليشيا كأداة لطهران في المنطقة.

يناقش اليمنيون الدعم العسكري الإيراني، بما في ذلك توفير الصواريخ والخبراء، مما يعزز قدرة الحوثيين على تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

ويحذر البعض من أن هذه التحركات قد تؤدي إلى عواقب استراتيجية غير محسوبة، خاصة مع تصاعد الضغط الدولي.

انتهاكات حقوقية وتدهور اقتصادي
تتناول منشورات على إكس وفيسبوك انتهاكات حقوقية منسوبة للحوثيين، مثل الاعتقالات التعسفية والتعذيب في السجون.

قضية الممثلة انتصار الحمادي، التي تعرضت لانتهاكات أثناء احتجازها، أثارت غضبًا واسعًا.

ويؤكد اليمنيون أن المليشيا الحوثية تعمل على تدمير الهوية الثقافية اليمنية عبر تحويل مؤسسات مثل بيت الثقافة في صنعاء إلى أسواق تجارية.

اقتصاديًا، يشتكي المواطنون من فرض رسوم غير قانونية على المشتقات النفطية وبيعها في السوق السوداء، مما يفاقم الأزمة المعيشية.

انقسام حول التسويات السياسية
تكشف النقاشات عن انقسام بين اليمنيين حيال التسويات السياسية، فيرى البعض أن المفاوضات، مثل تلك التي يقودها المبعوث الأممي أو الوساطة العمانية، قد تكون الحل الوحيد لإنهاء الصراع، بينما يعتبر الغالبية العظمى من اليمنيين، أنها تمنح الحوثيين شرعية غير مستحقة، هذه الانقسامات تعكس حالة من عدم الثقة في الجهود الدولية لتحقيق السلام.

الدعم والمعارضة الشعبية
على الرغم من دعم محدود للحوثيين بسبب خطابهم المناهض لإسرائيل والولايات المتحدة، خاصة في سياق دعم غزة، إلا أن الغضب الشعبي يتزايد بسبب ممارساتهم القمعية، وقطع المرتبات لسنوات، فرض الضرائب الباهظة، والاعتقالات العشوائية تُضعف دعمهم الشعبي.

في المقابل، يعبر البعض عن تفاؤل بقرب انهيار المليشيا نتيجة الضغوط المتزايدة، لكن هذا التفاؤل مشروط بتحركات حاسمة من الحكومة الشرعية والتحالف العربي.

تعكس مناقشات اليمنيين على وسائل التواصل الاجتماعي مزيجًا من الإحباط من سيطرة الحوثيين والأمل في التغيير، وفي ظل التحديات السياسية والاقتصادية، يواصل المواطنون التعبير عن مطالبهم بإنهاء القمع واستعادة الاستقرار.

زر الذهاب إلى الأعلى