من منصة إكس إلى التقارير الحقوقية.. رفض يمني لمليشيا الحوثي الإرهابية

يواجه اليمن موجة غير مسبوقة من الاستياء الشعبي ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، وسط اتهامات متصاعدة بارتكابها انتهاكات خطيرة ضد الصحفيين، النشطاء، والمدنيين.
وتعكس منشورات حديثة على منصة إكس، إلى جانب تقارير حقوقية، رفضًا شعبيًا واسعًا لسياسات المليشيا التي تُفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في البلاد، فيما تستمر في تهديد الاستقرار الإقليمي بدعم من إيران.
رفض شعبي متصاعد
وتشير منشورات على منصة إكس إلى أن الرأي العام اليمني يرفض بشكل كبير سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، حيث لا تتجاوز شعبيتها 8% حتى في المناطق التي تسيطر عليها، مثل صنعاء، التي تضم حوالي 70% من سكان اليمن.
ويرى الكثيرون أن المليشيا، بقيادة عبد الملك الحوثي، تعمل كأداة إيرانية لزعزعة استقرار المنطقة، ويتهمونها بمحاولة فرض أيديولوجية طائفية متطرفة تهدف إلى إعادة النظام الإمامي المتخلف.
يُبرز المستخدمون أن المليشيا تدمر البنية التحتية والمرافق الحيوية عمدًا، بهدف إعادة تشكيل المجتمع وفق رؤيتها، مما يُفاقم معاناة الشعب اليمني، وهو ما لوحظ من خلال استجلابها إسرائيل وأمريكا لتدمير البنية التحتية في اليمن.
انتهاكات مستمرة ضد الصحفيين والمدنيين
توثق تقارير حقوقية، بما في ذلك بيان صادر عن لجنة حماية الصحفيين (CPJ) في 7 مايو 2025، تصاعد القمع ضد الصحفيين والنشطاء.
سُجلت حالات اعتقال تعسفي، مثل الصحفي عوض كشميم في حضرموت في 18 أبريل 2025، وقتل الصحفي اليمني-الهولندي مسعب الحتمي في مارس 2025، واختفاء الصحفي أحمد العوضه بعد تهديدات من ضابط استخبارات تابع للمليشيا.
كما أفادت تقارير عن اعتقال ناشط إعلامي في سقطرى، مما يعكس استمرار سياسة القمع.
علاوة على ذلك، تُتهم مليشيا الحوثي الإرهابية بتجنيد الأطفال قسرًا وتنظيم معسكرات لـ”غسل أدمغة” الأجيال الجديدة، بهدف تحويلهم إلى مقاتلين متطرفين. ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، أصدرت محاكم تابعة للمليشيا أحكامًا بالإعدام والجلد على 48 شخصًا في فبراير 2024 بتهم تتعلق بالسلوك الشخصي، مما يبرز انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
دعم إيراني وتهديدات إقليمية
يُجمع العديد من المستخدمين على إكس على أن مليشيا الحوثي الإرهابية تتلقى دعمًا مباشرًا من إيران، بما في ذلك الأسلحة والتدريب، مما يعزز قدرتها على شن هجمات على السفن في البحر الأحمر وإطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل والسعودية.
يُنظر إلى هذه الهجمات، التي بدأت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، كمحاولة لصرف الانتباه عن الأزمات الداخلية الناتجة عن سوء إدارة المليشيا.
ومع ذلك، تشير استطلاعات إلى أن 25-33% فقط من سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها يؤيدون هجمات البحر الأحمر، بينما يرفض أكثر من 80% أي هجوم عسكري على صنعاء قد يُفسر كدعم لإسرائيل.
ردود فعل دولية
أثارت هجمات المليشيا في البحر الأحمر ردود فعل قوية، حيث أعادت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف المليشيا كمنظمة إرهابية أجنبية في يناير 2025، بعد أن رفع الرئيس بايدن هذا التصنيف في 2021 لدواع إنسانية.
استهدفت الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية مواقع عسكرية للمليشيا، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي في 6 مايو 2025، مما أدى إلى توقف المليشيا مؤقتًا عن هجماتها بعد خسائر كبيرة.
يُشير البعض على إكس إلى أن المليشيا “لا تفقه إلا لغة القوة”، معتبرين أن الضربات العسكرية كشفت ضعفها.
ومع ذلك، حذرت منظمات إنسانية من أن تصنيف المليشيا كمنظمة إرهابية قد يعيق وصول المساعدات إلى 19.5 مليون يمني يعتمدون على الدعم الإنساني، مما يُفاقم الأزمة التي تُعد الأسوأ عالميًا.
دعوات إلى العمل
يدعو النشطاء والصحفيون اليمنيون، عبر منصة إكس ومنصات أخرى، إلى قطع الدعم الخارجي عن مليشيا الحوثي الإرهابية، خاصة من إيران، وتعزيز جهود المجتمع الدولي لدعم الشعب اليمني في مواجهة القمع والفساد، والمليشيا الإيرانية، ويُطالبون أيضًا بمحاسبة قادة المليشيا على انتهاكاتهم، مع التأكيد على ضرورة حماية حرية الصحافة والنشطاء لضمان نقل الحقيقة إلى العالم.