العليمي يعلن فشل جهود السلام في اليمن ويدعو لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية عربية

في خطوة تعبّر عن نفاد صبر القيادة اليمنية إزاء تعنّت المليشيات الحوثية ورفضها لكل مبادرات السلام، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الدكتور رشاد محمد العليمي، خلال كلمته في القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، إلى تنفيذ قرار جامعة الدول العربية بتصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية.
وأكد العليمي أن المعركة في اليمن “وجودية” وليست مجرد نزاع سياسي، مشدداً على أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران تمثل تهديداً دائماً للسلم والأمن الإقليمي والدولي، نتيجة لمشروعها الطائفي والعنفي الذي يستهدف اليمن والمنطقة ككل.
وقال العليمي: “لقد استُنفدت كل الجهود والمساعي الإقليمية والدولية من أجل إحلال السلام في اليمن، لكنّ المليشيات الحوثية أثبتت أنها ليست طرفاً يُعوّل عليه في أي عملية سياسية، بل هي ذراع إيرانية تمارس الإرهاب وتنشر الفوضى”.
وجدد شكره للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لدورهما في دعم صمود الشعب اليمني، مطالباً القمة العربية باتخاذ قرارات حازمة لتعزيز صمود اليمن وردع الحوثيين.
الحوثي.. مشروع حرب لا سلام
تأتي تصريحات العليمي في وقت بالغ الحساسية، حيث تتصاعد مؤشرات التصعيد العسكري من قبل جماعة الحوثي، التي بدأت في تحريك مليشياتها في اتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، في خطوة تعكس استعداداً واضحاً للعودة إلى دائرة المواجهة المسلحة، في تحدٍ صارخ لكافة الدعوات الدولية للتهدئة والحل السياسي.
اللافت أن الحوثي، الذي زعم في الفترة الماضية أنه يخوض “معركة كبرى ضد أمريكا وإسرائيل”، يسعى في الواقع إلى تكريس حالة الحرب داخل اليمن، باعتبارها البيئة المثلى لبقائه، حيث يتغذى على استمرار العنف والانقسام.
تلك المزاعم بمحاربة قوى كبرى ليست إلا غطاءً أيديولوجياً لحربه الحقيقية ضد الدولة اليمنية، وضد أي مشروع لبناء يمن مستقر، تعددي وديمقراطي.
المعلومات الميدانية تؤكد أن الحوثيين بدأوا في حشد مقاتليهم في أطراف محافظات مأرب وتعز والضالع، وهي مؤشرات لا يمكن قراءتها إلا كتحضير لمرحلة جديدة من المواجهات، بعد فترة هدوء نسبي كان يأمل المجتمع الدولي أن تكون مقدمة لمسار سياسي جاد.
غير أن تصريحات العليمي تعكس الحقيقة التي حاولت بعض الأطراف الدولية تجاهلها: الحوثي ليس مستعداً للسلام، ولا يرى فيه إلا فرصة لإعادة التموضع والتقاط الأنفاس.
فشل جهود المبعوث الأممي والمبعوث الأمريكي والوساطات العمانية والسعودية خلال الشهور الماضية يؤكد أن الحوثيين لا ينظرون إلى العملية السياسية إلا كأداة للمراوغة، بل إن رفعهم لشعارات “الموت لأمريكا” و”اللعنة على إسرائيل” مؤخراً، ما هو إلا تصعيد أيديولوجي يراد منه تعقيد المشهد وجرّ اليمن إلى مربع الصراع الطائفي الإقليمي، بما ينسجم مع أجندة طهران في المنطقة.
دعوة العليمي لتنفيذ قرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من قبل جامعة الدول العربية، تأتي في توقيت حرج لكنها ضرورية، فالمجتمع العربي بات مطالباً أكثر من أي وقت مضى بترجمة خطاب الإدانة إلى أفعال حقيقية، تبدأ بفرض العزلة السياسية على هذه الجماعة، ووقف أي تواصل مباشر أو غير مباشر معها خارج مظلة الشرعية اليمنية، وفقًا لمراقبين.
ودعا سياسيون، الدول العربية أن تتعامل مع الملف اليمني بوصفه ملفاً أمنياً عربياً بامتياز، إذ أن استمرار المليشيات الحوثية يشكل تهديداً مباشراً للملاحة الدولية، واستقرار السعودية ودول الخليج ومصر، ويعطي لإيران موطئ قدم عسكري واستخباراتي على البحر الأحمر ومضيق باب المندب.