هجوم حوثي على شبوة.. استراتيجية توسيع دائرة الصراع

استهدفت طائرة مسيرة إيرانية أطلقتها ميليشيا الحوثي الإرهابية، يوم امس الاثنين، فريقًا يعمل على فتح طريق في منطقة وادي النحر بمديرية بيحان في محافظة شبوة جنوبي اليمن، مما أسفر عن مقتل عامل وإصابة عدد من الجنود.

وفقًا لمصادر محلية، لقي سائق الحفار علي سعيد غابش السليماني العولقي حتفه في الهجوم المباغت، بينما أصيب عدد غير محدد من الجنود الذين كانوا يرافقونه على متن طقم عسكري.

يأتي هذا التصعيد في إطار توتر متنامٍ يشهده المشهد الميداني في المنطقة، خصوصًا بعد اتفاق سابق بين الحوثيين وأهالي المنطقة منع تقدم قوات دفاع شبوة إلى مناطق معينة في وادي النحر، وهو ما قد يكون الدافع وراء هذا الهجوم الذي يعكس استراتيجية الحوثيين في خرق الاتفاقات.

ويقول محللون عسكريون، إن استهداف فرق فتح الطرق يمثل محاولة لعرقلة تحركات القوات الحكومية وإعاقة وصول الإمدادات إلى المناطق التي تسيطر عليها.

وتكمن خطورة هذا الهجوم في توقيته ومكانه، إذ تعتبر محافظة شبوة ذات أهمية استراتيجية قصوى بسبب مواردها النفطية والغازية، وموقعها الجغرافي الذي يربط بين عدة محافظات يمنية.

واعتبر المحللين أن التصعيد في هذه المنطقة يأتي في إطار استراتيجية حوثية أوسع تهدف إلى توسيع نطاق سيطرتها على مناطق النفط والغاز في البلاد.

ويرى محللون سياسيون، أن الهجون يعكس عمق التدخل الإيراني في اليمن، إذ تستمر طهران في تزويد الحوثيين بالتقنيات العسكرية المتطورة، خاصة الطائرات المسيرة، في تحدٍ صارخ للقرارات الدولية التي تحظر تسليح الجماعات المسلحة في اليمن.

ويمثل هذا التصعيد إشارة واضحة إلى فشل الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة اليمنية، ويؤكد استمرار الحوثيين في اتباع نهج تصعيدي يقوض فرص السلام.

ويبدو أن الحوثيين يتعمدون نقض الاتفاقات المحلية مع القبائل والسكان المحليين، وهي استراتيجية تهدف إلى إضعاف النسيج الاجتماعي وتقويض الثقة بين مختلف الأطراف.

زر الذهاب إلى الأعلى