بالتزامن مع زيارة ترامب.. كتاب ومثقفون سعوديون يصفون اتفاق واشنطن مع الحوثيين «بـالعبثي»

رفض كتاب ومثقفون سعوديون ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن ما أسماه اتفاقًا بين إدارته ومليشيا الحوثي الإرهابية، معتبرين أنه يتجاهل مصير 30 مليون يمني ويضر بأمن المنطقة واستقرارها.

وأكد عدد من الكتاب في وسائل الإعلام السعودية، أن الاتفاق المزعوم، الذي أعلنه ترامب في السادس من مايو الجاري، لا يحقق الاستقرار في المنطقة ويترك القدرات العسكرية للحوثيين كما هي دون تحجيم فعلي لها.

وفي هذا السياق، وصف الصحفي حمود طالب في صحيفة “عكاظ” السعودية الاتفاق الأمريكي-الحوثي بأنه “من أكثر الأمور عبثية” التي حدثت مؤخرًا، مشددًا على أنه يتجاهل مصير 30 مليون يمني.

وقال طالب إن “الأميركيين لم يأبهوا إلا لأمن سفنهم وخطوط الملاحة، وكأنهم يقولون: ليذهب اليمنيون إلى الجحيم”، واصفًا موقف المجتمع الدولي بأنه “مخزٍ” حيث يقف “أمام مأساة كاملة يعيشها نحو 30 مليون إنسان دون أن يحرك ساكنًا، مكتفيًا بحماية اقتصاده وتجارته”.

من جانبه، أكد رئيس تحرير صحيفة “الجزيرة” السعودية، خالد بن حمد المالك، أن الولايات المتحدة تمارس لعبة سياسية في المنطقة تراعي فيها مصالحها فقط، متجاهلة مستقبل اليمن والمنطقة.

وشدد المالك على أن الهجمات الأمريكية المتواصلة ضد الحوثيين “لم تُحدث أثرًا كبيرًا أو حاسمًا في تحجيم قوتهم”، موضحًا أن “الاتفاق جاء – في حقيقة الأمر – ليساعد الحوثيين على الحفاظ على قدراتهم القتالية”.

وأضاف أن واشنطن “لا تمانع في أن يحتفظ الحوثيون بسيطرتهم على شمال اليمن، طالما أن الملاحة في البحر الأحمر لا تتأثر”، متسائلًا: “ما الذي تخطط له واشنطن؟ وماذا سيحدث بعد هذا الاتفاق؟”

بدوره، وجه المحلل العسكري السعودي واللواء المتقاعد عبدالله غانم القحطاني انتقادًا لاذعًا للحوثيين وما يسمى بـ”محور المقاومة”، متهمًا إياهم بالسعي للمصالحة مع الولايات المتحدة، متناسين شعاراتهم حول تحرير فلسطين.

وكتب القحطاني عبر منصة “إكس”: “غزة تحتضر، بينما الحوثيون وإيران وحزب الله وحماس يجرون اتصالاتٍ سريّة مع الولايات المتحدة بغرض المصالحة، ولا أثر لوعودهم بشأن القدس وتحرير فلسطين ونصرة المستضعفين”.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أعلن في 6 مايو الجاري عن توقف الولايات المتحدة عن استهداف معاقل الحوثيين في اليمن، زاعمًا أن الحوثيين “استسلموا”، وقال: “سنأخذ كلامهم على محمل الجد، يقولون إنهم لن يفجّروا السفن بعد الآن”.

وكشف وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي أن الاتفاق تم بوساطة سلطنة عُمان، مشيرًا إلى أنه “في المستقبل، لن يستهدف أي طرف الطرف الآخر، بما في ذلك السفن الأمريكية، في البحر الأحمر ومضيق باب المندب”.

في المقابل، نفت قيادات حوثية ما وصفته بـ”أكاذيب” ترامب حول استسلامهم، معتبرة أن الاتفاق جاء بطلب أمريكي بعد “فشل هجماتها عليهم بالكامل”، وأكدت أن هجماتها ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ستستمر دون أي تغيير.

وكانت الولايات المتحدة قد شنت هجمات متواصلة على مواقع للحوثيين في اليمن، ردًا على استهدافهم للسفن التجارية في البحر الأحمر، مما تسبب في تعطيل حركة الملاحة في هذا الممر المائي الاستراتيجي.

زر الذهاب إلى الأعلى