رئيس مجلس القيادة اليمني يناقش خطة تحرير صنعاء مع قيادات التكتل الوطني للأحزاب

كشفت مصادر مطلعة، أن رئيس مجلس القيادة اليمني، الدكتور رشاد محمد العليمي، ناقش خلال لقائه مع قيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية الأربعاء 23 أبريل 2025، العملية العسكرية المرتقبة لتحرير العاصمة صنعاء التي يجري التحضير لها، في إطار خطة شاملة لاستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء سيطرة الحوثيين.

وترأس اللقاء الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض، رئيس مجلس القيادة الرئاسي بحضور رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد عبيد بن دغر وقيادات التكتل الوطني، وذلك ضمن سلسلة مشاورات موسعة مع كافة القوى والمكونات الفاعلة في الساحة اليمنية لوضع اللمسات الأخيرة على خطة التحرير.

وأكد العليمي خلال الاجتماع أن “كافة الشروط الموضوعية باتت مواتية ليكون هذا العام هو عام الحسم والخلاص، وإنهاء معاناة الشعب اليمني التي طال أمدها”، مشدداً على أهمية الاستثمار الفاعل في المتغيرات المشجعة وعدم تفويت فرصة إدارتها بكفاءة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب وبأقل كلفة ممكنة.

وشدد رئيس مجلس القيادة على أن المكونات والأحزاب السياسية “ليست مجرد حلفاء، وإنما شركاء في التخطيط والقرار”، داعياً إلى تصفير كافة الخلافات بين القوى الوطنية والتفرغ لمعركة استعادة الدولة، مؤكداً أن الشراكة الحقيقية تكمن في تحقيق تطلعات الشعب اليمني وإنجاز استحقاقات التحرير.

وأشار العليمي إلى التراكم المحقق في مسار المعركة الوطنية على الصعيدين المحلي والدولي، وفي مقدمة ذلك تصويب السردية المضللة بشأن الوضع اليمني، وإعادة تعريف المليشيات الحوثية كتهديد دائم وليس مؤقتاً للأمن والسلم الدوليين، مما أسهم في التحول الإيجابي بموقف المجتمع الدولي سواء على صعيد تصنيف المليشيات كمنظمة إرهابية أجنبية، أو على صعيد الانتقال من سياسة الاحتواء إلى خيار الردع الحازم.

تأتي هذه التطورات في سياق متغيرات إقليمية ودولية مهمة، أبرزها تصاعد المواجهة البحرية بين الحوثيين والقوات الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، وتزايد الضغوط الدولية على الجماعة المدعومة من إيران بسبب تهديدها للملاحة الدولية.

ويبدو أن الحكومة اليمنية، ترى في الوضع الحالي فرصة تاريخية لاستعادة العاصمة صنعاء التي تخضع لسيطرة الحوثيين منذ أواخر عام 2014، خاصة مع تنامي العزلة الدولية للجماعة وتصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل عدة دول، وفقًا لمحلليين سياسيين.

ويرى المحللون، أن نجاح أي عملية عسكرية لتحرير صنعاء سيتوقف على عدة عوامل أساسية، أهمها: مدى التنسيق بين مختلف القوات الموالية للحكومة الشرعية، حجم الدعم العسكري واللوجستي، والوضع الداخلي للحوثيين في ظل التحديات الاقتصادية والعسكرية التي يواجهونها.

ويشير تأكيد العليمي على أن “هذا العام هو عام الحسم” إلى وجود قرار سياسي وعسكري باستعادة زمام المبادرة ميدانياً، بعد سنوات من الجمود النسبي على الجبهات الرئيسية، مما قد يشكل منعطفاً جديداً في مسار الحرب اليمنية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات.

زر الذهاب إلى الأعلى