ترامب يعلن إرسال تعزيزات عسكرية للشرق الأوسط وسط ضربات مكثفة ضد الحوثيين.. هل تستعد واشنطن لعملية برية في اليمن؟

في تحول لافت في مسار المواجهة الأمريكية مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء 22 أبريل 2025، عن إرسال تعزيزات قتالية إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط، في خطوة تشير إلى تصاعد الاستعدادات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
وقال ترامب، في رسالة رسمية وجهها إلى رئيسي مجلسي النواب والشيوخ ونشرها موقع البيت الأبيض، إنه أصدر توجيهات إلى وزارة الدفاع بنقل قوات مجهزة للقتال إلى الشرق الأوسط، وذلك لـ”تعزيز القدرات الدفاعية المتاحة للقوات الأمريكية وتسهيل العمليات العسكرية اللازمة لمواجهة الإرهابيين الحوثيين في اليمن”.
وأضاف الرئيس الأمريكي، أن التعزيزات تشمل قدرات دفاع جوي وصاروخي، فضلاً عن دعم المواقع العسكرية الأمريكية المنتشرة في دول المنطقة، وتشمل طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع ودعم، وقد جرى بالفعل نشرها في عدد من دول الشرق الأوسط.
ضربات جوية مكثفة تمهد لتحرك بري
وفي تطور لافت، أكد ترامب أن القيادة المركزية الأمريكية، وبأوامر مباشرة منه، تنفذ عمليات جوية واسعة النطاق ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم، مؤكداً أن تلك الضربات تستهدف “القضاء على قدراتهم في شن هجمات على قواتنا والسفن التجارية في البحر الأحمر”.
وأوضح أن الضربات الجوية استخدمت فيها مقاتلات وقاذفات وطائرات مسيرة وسفن حربية، واستهدفت قيادات ومواقع حوثية حساسة، منها مراكز القيادة والسيطرة، ومستودعات الذخيرة، والمخابئ تحت الأرض، وتجمعات المقاتلين، في إشارة إلى عملية عسكرية شاملة تمهد لتغييرات ميدانية محتملة.
وصرّح ترامب بحزم: “لن أسمح لهذه العصابة من القراصنة بتهديد قواتنا والسفن التجارية”، مؤكداً أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تراجع خطر الحوثيين، خاصة في ممرات الملاحة الدولية.
تحرك بري وشيك؟
ورغم نفي الإدارة الأمريكية نيتها القيام بعملية برية في اليمن، فإن مؤشرات عدة تشير إلى خلاف ذلك.
مصادر أمنية غربية أشارت في وقت سابق إلى أن الولايات المتحدة أرسلت نحو 80 ألف جندي إلى المنطقة، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان التحرك البري قد بات وشيكاً.
وتعزز الغارات الجوية المكثفة التي تنفذها واشنطن على مواقع حوثية استراتيجية، خاصة في الحديدة غرب البلاد وصنعاء العاصمة، تلك التكهنات، إذ تعدّ مثل هذه العمليات جزءاً من سيناريو تمهيدي لأي تدخل بري محتمل، يهدف إلى إضعاف دفاعات العدو وتدمير خطوط إمداده قبل الدفع بقوات برية.
من الناحية العسكرية، يرى مراقبون أن التحركات الأمريكية تشبه في تكتيكها التحضير لعملية “اجتثاث سريعة”، تهدف إلى القضاء على مراكز الثقل الحوثي، خاصة في صنعاء والحديدة، واللتين تمثلان قلب المشروع الإيراني في اليمن.
وتزامن الضربات مع تحريك قوات برية نحو المسرح العملياتي يؤكد أن واشنطن ربما تدرس خيارات متعددة، منها دعم القوات اليمنية بغطاء جوي كثيف لتحقيق اختراق بري، أو تنفيذ تدخل مباشر على نطاق محدود لتأمين المنشآت البحرية والموانئ الاستراتيجية.
وتُمثل هذه التحركات رسالة مزدوجة: أولاً، لإيران بأن نفوذها في اليمن لن يُترك دون رد؛ وثانياً، لحلفاء واشنطن في الخليج بأن أمريكا ما تزال ملتزمة بأمن الملاحة البحرية الإقليمية، لا سيما بعد تصاعد هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وفي ظل غموض النوايا الأمريكية بشأن العمل البري، تبقى الخيارات مفتوحة، لكن من الواضح أن العملية الجوية الحالية تتجاوز إطار الردع، وربما تؤسس لتحول كبير في موازين القوى على الأرض، قد يعيد رسم خريطة السيطرة في اليمن خلال الأشهر المقبلة.