مصادر: العليمي والسفيرة البريطانية بحثا خطة عسكرية لاستعادة الحديدة وصنعاء

التقى الرئيس اليمني رشاد العليمي في العاصمة السعودية الرياض سفيرة المملكة المتحدة لدى اليمن، عبده شريف، في اجتماع ركز ظاهريًا على تعزيز التعاون المشترك وسبل دعم الشعب اليمني في المجالين الإنساني والإنمائي.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الاجتماع الذي استعرض تطورات الأوضاع على الساحتين اليمنية والإقليمية، تطرق في شقه غير المعلن إلى مناقشة خطة عسكرية محتملة لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، وعلى رأسها محافظة الحديدة الاستراتيجية والعاصمة صنعاء.

واستمع العليمي خلال اللقاء إلى عرض قدمته السفيرة البريطانية حول خطة منسقة مع الشركاء الدوليين، قد تتضمن في طياتها أشكالًا من الدعم العسكري واللوجستي للقوات الحكومية اليمنية، تحت مظلة “تعزيز الدعم الإنساني وتحسين سبل العيش، ودعم جهود التعافي الاقتصادي”.

وأكد الرئيس اليمني على أهمية مضاعفة الدعم الدولي في مواجهة التداعيات الناجمة عن الهجمات الحوثية المتكررة على المنشآت الحيوية والموانئ ومنشآت تصدير النفط، في إشارة قد تعكس الحاجة الملحة لخطوات عملية أكثر فاعلية لمواجهة التهديد الحوثي.

وجدد العليمي التزام المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية بتوسيع قاعدة الشراكة مع المجتمع الدولي، وهو ما يفسره مراقبون بأنه تمهيد للحصول على دعم دولي أوسع لعمليات عسكرية محتملة تهدف لتحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

وتأتي هذه التطورات في ظل تسريبات عن مناقشات تجري في أروقة صنع القرار بشأن خطة عسكرية متكاملة تستهدف في مرحلتها الأولى استعادة محافظة الحديدة ذات الموقع الاستراتيجي على البحر الأحمر، قبل الانتقال لاحقًا نحو العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية منذ عام 2014.

وأشاد العليمي خلال اللقاء بالدور البريطاني الفاعل في دعم الشعب اليمني وجهود لندن في حشد تأييد دولي، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تأثير المليشيا الحوثية على حركة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، وتناميها كتهديد إقليمي مرتبط بإيران.

بريطانيا والحسابات العسكرية الجديدة في اليمن
يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي والاستراتيجي اليمني محمود الطاهر أن لقاء الرئيس العليمي بالسفيرة البريطانية يحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز الإطار الرسمي المعلن للمباحثات.

ويقول الطاهر في تحليله: “اللقاء يأتي في توقيت بالغ الدقة يشهد فيه الملف اليمني تحولات جوهرية، أبرزها تنامي القناعة لدى القوى الإقليمية والدولية بأن المقاربة السلمية مع الحوثيين وصلت إلى طريق مسدود، وأن الخيار العسكري بات ضرورة استراتيجية لإجبارهم على القبول بتسوية سياسية متوازنة”.

ويضيف: “بريطانيا التي تمتلك تاريخاً طويلاً من النفوذ في اليمن والمنطقة، تسعى اليوم للعب دور محوري في ترتيبات المرحلة المقبلة، خاصة مع تزايد المخاطر التي تشكلها الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية، والتي تمس بشكل مباشر المصالح البريطانية والغربية”.

ويشير المحلل الاستراتيجي إلى أن “المراقب الدقيق للمشهد اليمني يلحظ وجود استعدادات عسكرية متنامية في أكثر من محور، وعلى رأسها محور الساحل الغربي المؤدي للحديدة، وهو ما يؤكد فرضية وجود خطة عسكرية يجري الإعداد لها بدعم إقليمي ودولي”.

ويعتقد الطاهر أن “الخطة البريطانية المعلنة لدعم الحكومة اليمنية إنسانياً واقتصادياً ليست سوى الواجهة الدبلوماسية لمشروع أوسع يشمل تقديم دعم استخباراتي ولوجستي وربما تسليحي للقوات الشرعية، وهو ما سيتم الكشف عنه تدريجياً خلال الأسابيع المقبلة”.

ويستطرد: “تحرير الحديدة يمثل نقطة تحول استراتيجية في مسار الحرب اليمنية، إذ ستحرم الحوثيين من منفذهم البحري الرئيسي، وستقطع طريق إمدادات الأسلحة القادمة من إيران، كما ستوفر نقطة انطلاق متقدمة للتحرك صوب العاصمة صنعاء في مرحلة لاحقة”.

ويختم الطاهر تحليله بالقول: “التهديد الحوثي لأمن الملاحة الدولية قد يكون الذريعة المثالية التي تبحث عنها القوى الغربية للانخراط بشكل أكثر فاعلية في الملف اليمني، لكن نجاح أي عملية عسكرية سيظل رهناً بمدى التنسيق بين مختلف مكونات الشرعية اليمنية، وقدرتها على توحيد جهودها وتجاوز خلافاتها الداخلية.

زر الذهاب إلى الأعلى