تصعيد ضد المليشيا الإيرانية.. لماذا زجّ ترامب بالصومال في حديثه عن الحوثيين؟

صعدت الولايات المتحدة من لهجتها وتحركاتها العسكرية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، في ظل ما وصفه مراقبون باتجاه دولي جديد يستهدف تقويض الجماعة الموالية لإيران، وقطع أذرعها المتنامية في المنطقة، لا سيما بعد تقارير استخباراتية أشارت إلى سعي الحوثيين لبناء تحالفات جديدة مع جماعات متطرفة في القرن الأفريقي.
وجاء أحدث تحذير من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كتب في منشور عبر منصته “تروث سوشال”، مساء الأحد، أن بلاده “ستدعم الشعب الصومالي”، محذراً من محاولات الحوثيين التغلغل في الصومال، مؤكداً أن واشنطن “ستعمل للقضاء على الإرهاب وتحقيق الرخاء” في البلاد.
وأرفق ترامب منشوره بمقطع فيديو لضربة جوية أمريكية، رجحت تقارير أمريكية أنها استهدفت عناصر من الحوثيين.
التحذير الأمريكي أتى بعد ساعات من ضربات جوية عنيفة، قالت الذراع الإيرانية في اليمن، إنها أسفرت عن مقتل ستة مدنيين وإصابة 26 آخرين، غير أن القتلى وفق لتأكيدات مواطنيين أنهم عناصر من الحوثيين.
وأفادت وسائل إعلام تابعة للجماعة بأن الولايات المتحدة شنت 10 غارات أخرى طالت محافظات صعدة والبيضاء والحديدة، في إطار ما أعلنته واشنطن منتصف مارس كعملية عسكرية متواصلة لردع الحوثيين عن استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بذريعة دعم الفلسطينيين في غزة.
لكن المثير للقلق في تقييمات واشنطن ليس فقط هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، بل مساعي الجماعة لتوسيع نفوذها إقليمياً.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا شهادته أمام الكونغرس، مؤكداً وجود مؤشرات على “تواطؤ” بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية المتطرفة.
وأكدت شبكة CNN بدورها أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية رصدت محادثات بين الجماعتين حول إمكانية نقل الأسلحة، ما يفتح جبهة جديدة للتهديد الحوثي.
ومع تصاعد هذه التحذيرات، تتزايد الدعوات داخل الأوساط الأمريكية والدولية لوضع حد نهائي للحوثيين.
وإلى جانب الضربات الجوية، تتحدث تقارير غربية عن تحركات في “أرض الصومال” لتمكين واشنطن من تأسيس قواعد عسكرية جديدة، تتيح مراقبة جماعة الحوثي من الضفة الأخرى لخليج عدن.
وقد عرضت “أرض الصومال” والسلطات الصومالية الرسمية، عبر رسائل موجهة إلى ترامب، تسهيلات استراتيجية مقابل دعم أمريكي سياسي وعسكري.
ويتزامن هذا التحول مع ما وصفته وسائل إعلام أمريكية بـ”الفرصة الجيوسياسية” التي فتحتها هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، حيث باتت الجماعة تمثل تهديداً فعلياً لحركة التجارة العالمية، خاصة بعد تزايد الاعتداءات على السفن الدولية.
ويطرح هذا الواقع ضرورة انخراط المجتمع الدولي، لاسيما الدول الأوروبية التي تعتمد على هذا الممر، في مواجهة أكثر جدية للجماعة.
ويُنظر إلى تصاعد الدور العسكري الأمريكي في اليمن ومحيطها، على أنه مؤشر على تحوّل في استراتيجية واشنطن تجاه الحوثيين، من الردع المؤقت إلى تفكيك التهديد بشكل جذري، خاصة مع تنامي الروابط الإقليمية للجماعة.
ويرى مراقبون أن هذا التوجه يعكس توافقاً دولياً متزايداً على أن استمرار وجود الحوثيين كقوة مسلحة متمردة يشكل خطراً لا يهدد اليمن فحسب، بل الأمن البحري والاقتصادي العالمي.