خوف ورعب.. تصعيد أمني حوثي بصنعاء بالتزامن مع استعدادات لعملية عسكرية لتحرير العاصمة

أفادت مصادر محلية مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء، أن مليشيا الحوثي أصدرت خلال الساعات الماضية توجيهات أمنية مشددة تقضي بمنع مغادرة عدد من القيادات والمسؤولين من المدينة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تعكس تصاعد حالة الارتياب داخل الجماعة وقلقها من احتمالات انهيار داخلي وشيك.

وذكرت المصادر، أن التوجيهات شملت القادة العسكريين، مشائخ القبائل، مدراء العموم، وكلاء الوزارات، مشرفي المديريات، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال الموالين للجماعة، حيث أُبلغوا رسميًا بتعليق كافة تحركاتهم خارج العاصمة حتى إشعار آخر.

وبحسب ذات المصادر، فإن صنعاء تشهد منذ مساء أمس “إغلاقًا أمنيًا داخليًا”، مع انتشار كثيف لعناصر الأمن الوقائي والمسلحين الحوثيين، وتشديد صارم على المنافذ والمداخل الرئيسية للمدينة، وسط حالة من القلق والتوتر غير المسبوق في أوساط السكان.

ويرى مراقبون أن هذه التطورات ليست مجرد إجراءات احترازية عابرة، بل مؤشر قوي على تفاقم أزمة الثقة داخل بنية الجماعة الحوثية، في ظل معلومات متواترة عن انشقاقات وصراعات خفية بدأت تخرج إلى العلن.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتكثف فيه الضغوط الأمريكية على الجماعة، خصوصًا بعد استهداف عدد من قياداتها بغارات دقيقة، ضمن استراتيجية جديدة تهدف إلى تقويض قدراتها القيادية، وشل مركز القرار داخلها.

وتؤكد مصادر سياسية مطلعة، أن الأيام الأخيرة شهدت تحركات “حساسة” داخل صنعاء، تمثلت في اعتقالات سرية وتحقيقات داخلية طالت قيادات من الصف الثاني، يشتبه في تواصلها مع أطراف خارجية أو تخطيطها للفرار من مناطق سيطرة الجماعة.

هذا الوضع يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، أبرزها حدوث تصدعات داخلية خطيرة قد تؤدي إلى انهيار مفاجئ في الهيكل التنظيمي للحوثيين، خاصة في حال تزايد الضربات الجوية المركزة على مراكز القيادة والتحكم، أو انخراط بعض القيادات المنشقة في ترتيبات ما بعد الجماعة.

التحضير لساعة الصفر
في السياق ذاته، تتزامن هذه التطورات مع تقارير تتحدث عن استعدادات عسكرية نوعية من قبل القوات الحكومية، بدعم إقليمي ودولي، لشن عملية تحرير واسعة للعاصمة صنعاء.

مصادر عسكرية تؤكد أن المرحلة القادمة ستشهد تحولًا استراتيجيًا في المعركة، مع التركيز على الجبهة السياسية والأمنية داخل العاصمة، وليس فقط العمليات الميدانية على تخومها.

ويرى محللون أن أي عملية عسكرية لتحرير صنعاء ستجد هذه المرة بيئة مواتية أكثر من أي وقت مضى، في ظل تنامي التذمر الشعبي من سياسات الجماعة، والانهيار الاقتصادي، وحالة الخوف والشك المتبادل بين مراكز القوى داخلها.

كما أن المجتمع الدولي، وخاصة واشنطن، بات أكثر ميلاً للتعامل مع مشروع إسقاط سلطة الحوثيين كخطوة ضرورية لاستعادة الاستقرار في اليمن، وإنهاء تهديدات الجماعة للملاحة الدولية وأمن الخليج.

ويخلص المحللون إلى أن مليشيا الحوثي تمر بأضعف مراحلها منذ سيطرتها على صنعاء في 2014، حيث تتعرض لضغوط داخلية وخارجية غير مسبوقة، مشيرين إلى أن الإجراءات الأخيرة التي فرضتها في العاصمة تكشف عن هشاشة الوضع الأمني، وتزايد مخاوفها من انقلاب داخلي أو انهيار مفاجئ.

وفي حال استمرت الانشقاقات، وتواصل الضغط العسكري والدولي، فإن انهيار الجماعة قد لا يكون مسألة وقت طويل، بل ربما أقرب مما يتوقع كثيرون، لتبدأ صنعاء فصلاً جديدًا من تاريخها بعد سنوات من القمع والانغلاق.

زر الذهاب إلى الأعلى