مليشيا الحوثي تفرض حراسة أمنية مشددة على المستشفى العسكري بعد وصول ضحايا القصف

قالت مصادر مطلعة، إن المليشيا الحوثية الإرهابية فرضت إجراءات أمنية مشددة في محيط المستشفى العسكري بصنعاء، بالتزامن مع وصول عدد من سيارات الإسعاف التي نقلت مصابين جراء الغارات.

ويُعد هذا المستشفى مرفقًا خاصًا بالقيادات العسكرية والسياسية للحوثيين، ما يعزز من احتمالات إصابة أو مقتل شخصيات قيادية في صفوف الجماعة خلال القصف.

وشنت القوات الأمريكية، في ساعة متأخرة من مساء الخميس، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع حساسة تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية – الذراع الإيرانية في اليمن – في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المليشيا، وسط تكتم غير معتاد على هوية الضحايا، الأمر الذي يثير الشكوك حول حجم الخسائر الفعلية.

وبحسب مصادر محلية، فإن الغارات الأمريكية تركزت على منطقة النهدين الاستراتيجية في مديرية السبعين، ومنطقة رجام في مديرية بني حشيش، كما طالت مواقع أخرى في محافظة الحديدة، أبرزها جزيرة كمران ومديرية الحوك. وتُعرف هذه المناطق بأنها تحتوي على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تابعة للحوثيين، إلى جانب مقرات لقيادات عسكرية رفيعة.

ورغم إعلان الحوثيين في بياناتهم الرسمية عن سقوط “ضحايا مدنيين”، إلا أنهم تجنبوا بشكل لافت ذكر أية أسماء، وهو أمر غير معتاد في أدبيات إعلام الجماعة، التي غالبًا ما تحرص على إظهار “الدماء المدنية” لحشد الدعم الشعبي والدولي.

ويعزز هذا التعتيم فرضية أن القصف الأمريكي أصاب أهدافًا نوعية، ربما من الصف الأول أو الثاني داخل القيادة الحوثية.

هذا التكتّم يعكس ارتباكًا واضحًا داخل أروقة القيادة الحوثية، إذ أن خسارة قيادات ميدانية أو عسكرية في هذا التوقيت تشكل ضربة قاصمة للجماعة، خاصة في ظل تصاعد الضغوط العسكرية والسياسية على خلفية هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، والتي جلبت عليهم سلسلة من الضربات الجوية من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا.

كما أن استهداف منطقة النهدين يحمل رمزية عسكرية كبيرة، فهي تقع قرب المجمع الرئاسي الذي كان يستخدمه الحوثيون كمقر قيادة وتحكم بعد سيطرتهم على صنعاء، وتعد من المناطق المحصنة أمنيًا، وبالتالي فإن هذه الغارات تشير إلى اختراق استخباراتي عال المستوى، مكن الأمريكيين من تحديد مواقع حساسة بدقة، ما يعني أن الجماعة ربما تواجه خروقات داخل صفوفها.

أما على مستوى محافظة الحديدة، فإن استهداف جزيرة كمران ومديرية الحوك يبرز الأهمية الاستراتيجية لهذه المواقع، حيث يُعتقد أنها نقاط لوجستية لعمليات إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه البحر الأحمر، ما يدخل في إطار الردع الأمريكي لهجمات الحوثيين ضد الملاحة الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى