رعب داخل مليشيا الحوثي واتهامات بالتجسس والتخوين.. حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في صنعاء وصعدة

كشفت مصادر مطلعة، عن حالة غير مسبوقة من الرعب والتخبط داخل أوساط مليشيا الحوثي، ترافقت مع اتهامات متبادلة بالخيانة والتجسس، عقب ضربات أمريكية دقيقة استهدفت مواقع حساسة للجماعة في كل من صنعاء وصعدة، خلال الأيام الماضية.
ووفقًا للمصادر، نفذت المليشيا، منذ ليلة الخميس، حملة مداهمات وتفتيش واسعة لا تزال مستمرة حتى لحظة كتابة هذا الخبر، استهدفت منازل مواطنين في أحياء متفرقة من العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة، معقل الجماعة الرئيسي شمالي اليمن.
وشاركت في الحملة عناصر نسائية من جهاز “الزينبيات”، وشملت عمليات التفتيش عشرات المنازل، والشقق السكنية، والمزارع، والمحال التجارية، وامتدت لتطال الهواتف الشخصية للرجال والنساء وحتى الأطفال، تحت مبرر البحث عمّن تصفهم المليشيا بـ”مرسلي الإحداثيات”، والذين يُعتقد أنهم زودوا الولايات المتحدة بمواقع دقيقة لضربات الطيران الأخيرة.
وتشير المصادر إلى أن حالة من الهلع تسود صفوف قيادات الحوثيين الميدانية، في ظل تصاعد الشكوك بوجود اختراقات استخباراتية داخلية على مستوى عالٍ، الأمر الذي دفع الجماعة إلى تنفيذ حملة اعتقالات طالت حتى بعض عناصرها وقياداتها الميدانية، وسط تعتيم إعلامي مشدد.
وأفادت مصادر محلية في صعدة بأن بعض المعتقلين هم من أبناء القبائل التي كانت تعتبر من الداعمين التقليديين للحوثيين، ما يعكس أزمة ثقة تتفاقم بين الجماعة وبيئتها الاجتماعية، لا سيما بعد الضربات التي وُصفت بالدقيقة والمؤلمة.
تأتي هذه الحملة الأمنية المكثفة عقب تصاعد الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقع لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة تابعة للحوثيين، وذلك في إطار الرد على هجمات الجماعة المتواصلة على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تعكس تصعيدًا أمريكيًا جديدًا يستند إلى معلومات استخباراتية دقيقة، قد تكون نتيجة تعاون محلي من داخل مناطق سيطرة الحوثيين، ما دفع الجماعة للدخول في حالة من الهستيريا الأمنية لمحاولة احتواء الاختراق.
وفي السياق، حذرت تقارير دولية من أن حالة الشك والارتياب داخل الجماعة قد تؤدي إلى موجة انتهاكات جديدة تطال المدنيين، في ظل استخدام ذريعة “التخابر” لتصفية خصومات داخلية أو معارضيها من المواطنين.
وفي الوقت ذاته، دعت منظمات حقوقية إلى ضرورة مراقبة الوضع في صنعاء وصعدة، معبرة عن مخاوفها من استخدام الحوثيين لهذه الحملات الأمنية للتنكيل بالمعارضين وسحق أي بوادر للثورة الشعبية.
وأكدت أن “الاستخدام المفرط للقبضة الأمنية، وتوسيع دائرة التخوين، يشير إلى حالة ارتباك داخل البنية التنظيمية للجماعة، ويعزز من احتمالات تفكك داخلي قادم إن استمرت الضغوط العسكرية والسياسية بهذا النسق”.