طارق صالح: الحوثيون حولوا اليمن إلى معسكر إيراني يهدد الإقليم والعالم

حذر نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، من الخطر الاستراتيجي الذي يمثله استمرار ميليشيا الحوثي في تحويل اليمن إلى قاعدة متقدمة لـ”الحرس الثوري الإيراني”، مشيرًا إلى أن هذه الجماعة وضعت نفسها ومؤسساتها فوق الدولة اليمنية، وجعلت من البلاد معسكرًا إيرانيًا يهدد ليس فقط اليمنيين، بل المصالح الإقليمية والدولية برمتها.
وفي تصريحات مكتوبة ردًا على أسئلة صحيفة الشرق الأوسط، شدد طارق صالح على أن اليمن لن يكون ورقة في أي “صفقات كبرى”، مؤكدًا: “لسنا ساحة لتصفية الحسابات، ولا جزءًا من تسويات خارجية”.
وأضاف أن السلام في اليمن لا يمكن تحقيقه عبر تقديم التنازلات لجماعة لا تعترف أصلاً بالدولة، بل يتحقق من خلال إعادة تعريف ميزان القوى، واستعادة قدرة الدولة على بسط سلطتها وفرض القانون وحماية المواطنين.
وأكد صالح أن السبيل نحو السلام العادل يبدأ من دعم القوات اليمنية على الأرض، باعتبارها ضرورة وطنية لحماية الشعب وصون المكاسب، مشيرًا إلى وجود تنسيق مستمر بين الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي وتحالف دعم الشرعية، في سبيل تعزيز هذا التوجه، والسعي نحو مزيد من الدعم للمعركة الوطنية ضد الميليشيا الحوثية.
وقال طارق صالح إن قوة الدولة لا تُبنى بالتصريحات، بل بالفعل الميداني، وإن امتلاك زمام القوة هو الذي يفتح الطريق أمام حل سياسي متوازن يخدم اليمن والمنطقة والعالم.
وفيما يتعلق بالتصعيد الحوثي في البحر الأحمر، أكد أن الهجمات التي نفذتها الميليشيا لم تكن مفاجئة، بل امتداد لمسار طويل من العدوان، بدأ بزرع الألغام واستهداف المنشآت النفطية والسيادية، وقرصنة الاتصالات، ومحاصرة الموانئ اليمنية. وقال: “العالم لم يتحرك إلا عندما مست تلك العمليات مصالحه المباشرة، بينما اليمن يعاني منذ سنوات من هذه الاعتداءات”.
واختتم طارق صالح تصريحاته بالتأكيد على أن أولويات المرحلة تتمثل في تثبيت الأمن، وتفعيل مؤسسات الدولة، وتعزيز البنية التحتية، إلى جانب الاستعداد الكامل لخوض معركة التحرير لاستعادة ما تبقى من الأراضي اليمنية تحت سيطرة الميليشيا.