الميليشيا الحوثية تواصل بث الشائعات في محاولة لاحتواء أزماتها الداخلية

تواصل الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران بث الشائعات في محاولة لاحتواء الانهيارات المتزايدة داخل صفوفها، إذ تحاول قياداتها الترويج لكونها لا تزال في موقع قوة رغم الضغوط المتزايدة التي تواجهها.

وفي أحدث محاولاتها التضليلية، روجت الجماعة الحوثية شائعات حول وساطة عراقية مزعومة بين الحوثيين والولايات المتحدة لوقف الهجمات، ليتضح لاحقًا أن زيارة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إلى صنعاء كانت في الواقع بترتيب إيراني، وتهدف إلى بحث سبل تعزيز الدعم العسكري للحوثيين، بعد أن اشتد الخناق على عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إليهم بفعل الضربات الجوية المكثفة.

وتشهد الجماعة الحوثية حالة من الانهيار الداخلي، دفعت بعض قياداتها إلى البحث عن طوق نجاة من خلال التواصل السري مع إسرائيل، وعرض تقديم معلومات استخباراتية عن قيادات حوثية بارزة مقابل ضمانات بحمايتهم الشخصية. هذا التطور يعكس حالة التخبط والصراع الداخلي المتزايد داخل صفوف الجماعة، مع تنامي الانقسامات وتراجع الثقة بين قياداتها.

بالتزامن مع هذه التطورات، عاود الإعلام الحوثي بث شائعات جديدة، زاعمًا أن الولايات المتحدة تحاول التوسط عبر مصر للتفاوض مع الحوثيين بغية وقف الهجمات عليهم. ويبدو أن هذه الادعاءات تأتي ضمن نهج الجماعة المستمر في تضليل أنصارها والتغطية على ضعفها المتزايد أمام الضغوط العسكرية والسياسية.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن الميليشيا تسعى عبر هذه الدعاية إلى رفع معنويات عناصرها الذين باتوا يدركون حجم المأزق الذي تواجهه قيادتهم، خصوصًا مع تصاعد الضربات الجوية الأمريكية وتزايد الانشقاقات الداخلية.

ويرى محللون أن الميليشيا تحاول الاستفادة من أي ثغرة لتمديد بقائها، سواء عبر تعزيز الدعم الإيراني بطرق جديدة، أو من خلال تقديم نفسها كطرف يمكن التفاوض معه، بينما تعمل في الوقت نفسه على تصعيد هجماتها لضمان استمرار الدعم الإيراني.

وفي ظل هذه المعطيات، يبقى من الواضح أن الحوثيين يعانون من ضغوط غير مسبوقة، ويبحثون عن مخرج يضمن لهم البقاء، سواء عبر الدعم الإيراني المستمر أو محاولات فتح قنوات خلفية مع أطراف إقليمية ودولية. ومع استمرار الضربات العسكرية وتزايد التصدعات الداخلية، يبدو أن الجماعة الحوثية تواجه واحدة من أصعب مراحلها منذ اندلاع الصراع.

زر الذهاب إلى الأعلى