فضيحة في جامعة صنعاء: شهادات مزورة لقيادات حوثية تثير استياء واسعًا في اليمن

منذ سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية على جامعة صنعاء، تصاعدت المخاوف بشأن تدهور الوضع الأكاديمي في اليمن، حيث تم الكشف عن فضيحة فساد تعليمي خطيرة تتمثل في منح شهادات عليا مزورة لعدد من قيادات الجماعة، وهو ما أثار موجة غضب واستياء واسع في الأوساط الأكاديمية والشعبية.
تشير التقارير إلى أن جامعة صنعاء، التي كانت تعتبر واحدة من أعرق المؤسسات الأكاديمية في اليمن، قد أصبحت بيد الحوثيين وسيلة لتعزيز نفوذهم من خلال منح شهادات ماجستير ودكتوراه لأفراد لم يكملوا حتى تعليمهم الأساسي. تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية الجماعة لتعزيز مواقعها داخل الهيكل الإداري للمليشيات، ما أدى إلى انهيار معايير التعليم العالي في البلاد.
397 شهادة مزورة خلال عام 2022
في ديسمبر 2022، أفادت مصادر تعليمية داخل جامعة صنعاء أن الجامعة منحت ما لا يقل عن 397 شهادة مزورة لقيادات تابعة للمليشيا الحوثية.
وكشفت المصادر أن هذه الشهادات تشمل درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، التي تم إصدارها دون استيفاء الحد الأدنى من المتطلبات الأكاديمية.
أسماء قيادات حوثية حصلت على شهادات مزورة
يمكن رصد أبرز القيادات الحوثية التي حصلت على شهادات مزورة من جامعة صنعاء على النحو التالي:
عبدالملك الحوثي
زعيم المليشيات الحوثية، تم تسجيله في برامج دراسات عليا سرية بجامعة صنعاء بهدف منحه شهادات مزورة.
مهدي المشاط
رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى”، حصل على شهادة بكالوريوس مزورة من كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء، بالإضافة إلى شهادة ماجستير مزورة من كلية التجارة والاقتصاد.
عبدالله يحيى الحاكم (أبو علي الحاكم)
أحد أبرز القيادات الحوثية ومنتحل صفة رئيس دائرة الاستخبارات العسكرية، حصل على شهادة بكالوريوس مزورة من كلية التجارة والاقتصاد.
محمد أحمد علي الوشلي
تم تعيينه مديرًا عامًا لمكتب الأشغال العامة في محافظة الحديدة بناءً على شهادة هندسة مزورة من جامعة صنعاء.
قاسم الحمران
منتحل صفة نائب وزير التربية وأحد أصهار زعيم المليشيات، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة صنعاء.
حمود الأهنومي
قيادي بارز في المليشيات الحوثية حصل على درجة الدكتوراه من جامعة صنعاء.
أمل فيصل أحمد الحوثي
حصلت على درجة الماجستير من كلية الإعلام بجامعة صنعاء.
استياء أكاديمي وشعبي
أثارت هذه الفضيحة غضبًا واسعًا بين الأوساط الأكاديمية التي رأت أن هذه الخطوة تمثل ضربة قاصمة لنزاهة التعليم العالي في اليمن.
وعبّر عدد من الأكاديميين عن استنكارهم لاستغلال المؤسسات التعليمية في تمرير شهادات غير قانونية، مؤكدين أن هذا الأمر يضر بسمعة التعليم في اليمن ويزيد من الفجوة الأكاديمية بين الجامعات اليمنية ونظيراتها الإقليمية والدولية.
تداعيات الفضيحة
يتوقع أن تؤثر هذه الفضيحة بشكل سلبي على مستقبل التعليم في اليمن، حيث ستفقد جامعة صنعاء مصداقيتها لدى المؤسسات الأكاديمية العالمية، كما أن تواجد أشخاص غير مؤهلين في مناصب قيادية حوثية أدي أفشاء البلطجة وزيادة النهب، وتغييب القانون، والعمل على فكر المليشيا ونشر الفوضى في مناطق سيطرة الحوثي.
مستقبل التعليم في اليمن تحت التهديد
مع استمرار سيطرة الحوثيين على المؤسسات التعليمية وتغلغل الفساد فيها، يبدو أن مستقبل التعليم في اليمن مهدد بشكل غير مسبوق. ومن شأن استمرار هذه الممارسات أن يؤدي إلى فقدان الكفاءات الأكاديمية، وهجرة العقول اليمنية إلى الخارج، مما يعمق الأزمة التعليمية ويؤثر سلبًا على التنمية في البلاد.
تكشف هذه الفضيحة عن مدى التلاعب الذي تمارسه مليشيات الحوثي بمؤسسات الدولة، بما في ذلك قطاع التعليم، لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية.
وبينما يستمر اليمنيون في مواجهة تداعيات الحرب، فإن انهيار النظام التعليمي يعد من أخطر التحديات التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة. ويبقى الأمل في استعادة المؤسسات التعليمية من قبضة الجماعة الإرهابية للحفاظ على نزاهة التعليم في اليمن.