الحوثيون يختطفون الأطفال في صنعاء وسط صمت أمني مريب

في ظل تصاعد الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية، كشفت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء عن تشكيل الحوثيين عصابة متخصصة في اختطاف الأطفال من شوارع المدينة، وسط تواطؤ واضح من سلطات الأمن الخاضعة لسيطرتهم.
ووفقًا للمصادر، شهد شهر يناير 2025 وحده اختطاف ما لا يقل عن 14 طفلًا تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات واثنتي عشرة سنة، حيث اختفوا في ظروف غامضة من شوارع وأحياء متفرقة داخل صنعاء، وسط مخاوف متزايدة من أن يكون هؤلاء الأطفال قد وقعوا ضحية تجارة الأعضاء البشرية أو التجنيد الإجباري للقتال في صفوف المليشيا.
تجنيد قسري أم تجارة أعضاء؟
تؤكد مصادر حقوقية أن هذه الحوادث ليست فردية، بل تندرج ضمن نهج منظم تتبعه مليشيا الحوثي الإرهابية، حيث سبق أن تورطت الجماعة في عمليات تجنيد قسري للأطفال، إضافة إلى انتهاكات مروعة تتعلق بتجارة الأعضاء البشرية، التي أضحت سوقًا سوداء مربحة لبعض قيادات الجماعة المدعومة إيرانيًا.
ويخشى الأهالي أن يكون المختطفون الجدد قد أُجبروا على القتال أو تعرضوا للاستغلال في عمليات إجرامية لا تقل بشاعة عن تجنيدهم قسريًا.
صمت أمني وتواطؤ واضح
ما يزيد من خطورة الوضع هو الصمت المريب للجهات الأمنية التي تديرها مليشيا الحوثي، والتي لم تحرك ساكنًا أمام هذه الجرائم، رغم تقديم العديد من البلاغات من أهالي المختطفين. هذا التجاهل يعزز الشكوك حول تورط قيادات حوثية كبيرة في دعم العصابة المتورطة، إذ يرى مراقبون أن هذه العمليات تتم بتنسيق كامل بين الجماعة والعناصر الإجرامية المنفذة للاختطافات.
جرائم ممنهجة في ظل غياب القانون
ليس جديدًا على مليشيا الحوثي استخدام الأطفال وقودًا لحروبها العبثية، حيث سبق أن وثّقت منظمات حقوقية قيام الحوثيين بتجنيد الآلاف من الأطفال دون سن 15 عامًا، والزجّ بهم في جبهات القتال دون أي اعتبار للقوانين الدولية أو الأخلاق الإنسانية.
ويؤكد مراقبون أن ما يحدث في صنعاء اليوم هو امتداد لنهج إجرامي متكامل تتبعه الجماعة، إذ لا تقتصر جرائمها على القتل والاعتقال التعسفي، بل تمتد إلى خطف الأطفال واستغلالهم بأبشع الصور، سواء عبر التجنيد القسري أو المتاجرة بأعضائهم.
المطالبة بموقف دولي صارم
في ظل تصاعد هذه الانتهاكات، يرى حقوقيون أن المجتمع الدولي مطالبٌ باتخاذ إجراءات حاسمة ضد مليشيا الحوثي، بما يشمل إدراج الجماعة ضمن قوائم الإرهاب الدولية، وفرض عقوبات مشددة على قياداتها المتورطة في هذه الجرائم.
كما شددوا على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لكشف مصير المختطفين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.
نداء عاجل للأسر اليمنية
ووجه ناشطون نداءً عاجلًا إلى جميع الأسر اليمنية، خصوصًا في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لأخذ الحيطة والحذر من هذه العصابات الإجرامية، وعدم السماح للأطفال بالخروج بمفردهم، وإبلاغ الجهات الحقوقية بأي حالات اختفاء مشبوهة، في محاولة للضغط على المجتمع الدولي لإنقاذ الأطفال من مصير مجهول قد يكون قاتلًا.