وفاة موظف في برنامج الغذاء العالمي أثناء اختطافه لدى مليشيا الحوثي في صعدة
أفادت مصادر محلية ودولية مساء أمس عن وفاة الموظف أحمد باعلوي، الذي كان يعمل مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أثناء احتجازه لدى مليشيا الحوثي في محافظة صعدة شمالي اليمن. وتوفي باعلوي الليلة الماضية في أحد معتقلات المليشيا، حيث كان محتجزًا منذ عدة أشهر بعد اختطافه أثناء قيامه بمهام إنسانية تهدف إلى تقديم المساعدات الغذائية للمحتاجين في المناطق المتضررة من النزاع.
ووفقًا للمعلومات الأولية، فإن سبب الوفاة لا يزال غامضًا، حيث تتناقض الروايات بين تقارير تشير إلى إصابته بمرض لم يتلقَ العلاج اللازم له بسبب سوء ظروف الاحتجاز، وأخرى تتحدث عن إهمال طبي متعمد. وقد نددت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية بالحادثة، وطالبت بإجراء تحقيق مستقل ومحايد للكشف عن ملابسات وفاة باعلوي.
وأعرب برنامج الأغذية العالمي في بيان رسمي عن “حزنه العميق” لوفاة موظفه أحمد باعلوي، مؤكدًا أن العمل الإنساني يجب أن يكون محميًا في جميع الظروف. ودعا البيان جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني وحماية العاملين في المجال الإنساني، مطالبًا بالإفراج الفوري عن أي موظفين آخرين قد يكونون محتجزين لدى أي من الأطراف المتصارعة.
من جانبها، اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية مليشيا الحوثي بـ”ارتكاب جريمة مروعة” بحق موظف كان يعمل على إنقاذ حياة المدنيين الأبرياء، ودعت المجتمع الدولي إلى تحميل المليشيا المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة. كما طالبت بتحرك عاجل لضمان سلامة باقي الموظفين الدوليين والمحليين العاملين في اليمن.
يذكر أن مليشيا الحوثي قد اتُهمت سابقًا بانتهاكات متكررة ضد العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك الاختطاف والاحتجاز غير القانوني، مما يعرقل جهود الإغاثة في بلد يعاني أكثر من نصف سكانه من انعدام الأمن الغذائي. وتأتي هذه الحادثة في وقت يشهد اليمن تصاعدًا في حدة النزاع، ما يزيد من معاناة المدنيين ويضع العاملين الإنسانيين في خطر متزايد.
وتجدد هذه الحادثة الدعوات الدولية لإنهاء الصراع في اليمن وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مع التأكيد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.
