تحضير المليشيا لاقتحام مأرب.. مكاسب استراتيجية وتأمين حصة أكبر من الإيرادات النفطية

قالت مصادر قبلية يمنية، إن مليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، تواصل عملية التحشيد العسكري بطريقة غير مسبوقة إلى محافظة مأرب النفطية، في استعداد على ما يبدو لاقتحام المحافظة.

وأوضحت المصادر، أن الحوثين يواصلون منذ عدة أيام الدفع بآلاف المقاتلين معززين بآليات عسكرية متنوعة إلى المناطق الخلفية على امتداد خطوط التماس العسكري في مديريات صرواح (غربا) و الجوبة (جنوبا) وإلى أطراف رغوان و محزام ماس في مدغل (شمال غرب) مأرب.

وأكدت أن المليشيا الحوثية تنفذ عمليات استطلاع مكثفة بالطائرات المسيرة، وهجمات محدودة ومحاولات تسلل فردية في أكثر من جبهة في محافظة مأرب النفطية.

وقال محللون سياسيون، إن التحشيد العسكري غير المسبوق الذي تنفذه مليشيا الحوثي في محافظة مأرب النفطية يأتي في وقت حساس بعد فترة من توقف الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات عدة حول الأهداف السياسية والعسكرية وراء هذا التصعيد.

ويعد توقيت هذه التحركات مثيرًا للقلق نظرًا لما تحمله مأرب من أهمية استراتيجية، إذ أن المحافظة ليست فقط غنية بالموارد الطبيعية، بل هي أيضًا ذات أهمية كبيرة من حيث تأثيرها على الاستقرار السياسي في اليمن.

ويهدف الحوثي من التصعيد العسكري، هو تأمين مكاسب استراتيجية من خلال فرض سيطرتهم على مأرب، التي تُعتبر بوابة للهيمنة على مناطق أكبر في الشمال الشرقي، وبالتالي تقليل الضغط على مناطقهم الجنوبية. ويمثل ذلك، على المدى البعيد، سعيًا لتأمين حصة أكبر من الإيرادات النفطية التي تُعتبر مصدرًا حيويًا لتمويل عملياتهم العسكرية، بالإضافة إلى تعزيز موقفهم التفاوضي في حال استئناف أي مفاوضات سياسية محتملة.

من الناحية العسكرية، يشير الدفع المفاجئ لآلاف المقاتلين الحوثيين مع تعزيزات من آليات عسكرية إلى أن الجماعة تستعد لحملة عسكرية كبيرة في محافظة مأرب. تشير هذه التحركات إلى أن الحوثيين يسعون لتحقيق تقدّم نوعي على الأرض، والتوسع في المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات الحكومة اليمنية الشرعية.

الاستفادة من الطائرات المسيرة لا تقتصر على الهجمات الهجومية فقط، بل تشمل أيضًا عمليات استطلاع مكثفة على خطوط التماس، وهو ما يعكس سعي الحوثيين إلى جمع معلومات استخباراتية دقيقة حول تحركات القوات الحكومية، مما يعزز قدرتهم على شن هجمات مفاجئة أو تنفيذ عمليات تحصين.

أما الهجمات المحدودة ومحاولات التسلل الفردية في عدة جبهات، فإنها تُعتبر خطوة تكتيكية تهدف إلى إضعاف القدرة الدفاعية للقوات الحكومية وخلق حالة من الارتباك، إلى جانب تحفيز القوات الحكومية على الالتزام بكثافة أكبر في المواقع الدفاعية، مما يسهل على الحوثيين تنظيم الهجمات الرئيسية في وقت لاحق.

زر الذهاب إلى الأعلى