الحوثيون يوسعون من نطاق حملة القمع ضد الاحتفال بثورة 26 سبتمبر
وسعت ميليشيا الحوثي من نطاق حملة القمع التي تشنها ضد أي مظاهر للاحتفال بثورة ٢٦ سبتمبر، بالمحافظات الواقعة تحت سيطرتها، حيث ركزت الميليشيا في اليومين الماضيين على مناطق احتفالات العام الماضي، فأغلقت شوارع، وأرسلت عناصرها لإنزال الأعلام المرفوعة في تلك المناطق.
وشهدت العديد من المحافظات خلال الأيام الماضية، حملة اعتقالات تعسفية واختطافات طالت العشرات من النشطاء والوجهاء والمدنيين، وذلك على خلفية دعوتهم للمشاركة في الاحتفالات بذكرى الثورة.
وتجاوز عدد المختطفين، في الأيام الماضية، المئة مختطف، بينهم نساء وكتاب ووجهاء ونشطاء، معظمهم في محافظة إب التي رصد اختطاف الميليشيا أكثر من 50 مواطناً فيها، إضافة إلى أكثر من 15 في الحديدة، والعشرات من صنعاء وذمار وعمران وحجة وغيرها، وفقًا لما نقله موقع المصدر أونلاين.
واستهدف الاختطاف شخصيات اجتماعية ونشطاء وقادة حزبيون، دعوا أو شاركوا في نقاشات جلها على وسائل التواصل الاجتماعي، حول ترتيبات الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية، فيما استدعت الميليشيا عشرات النشطاء في الحديدة ومحافظات أخرى وحذرتهم من الاحتفال بالمناسبة هذا العام قبل أن تطلق سراحهم، وفق المصادر.
وشهدت مديرية السدة بمحافظة إب، مسقط رأس الشهيد علي عبدالمغني قائد ثورة سبتمبر، تصعيدًا ملحوظًا في حملة القمع الحوثية، حيث شنّت المليشيا حملة اختطافات واسعة في العديد من قرى المديرية، واستهدفت بشكل خاص الناشطين والشخصيات الاجتماعية المعروفة بدعمها للثورة، في محاولة لإسكات احتفال دأبت المديرية على إقامته خلال السنوات الماضية.
إلى ذلك، أقدمت مليشيا الحوثي على إغلاق العديد من الميادين والشوارع العامة، خاصة تلك التي تشهد عادة احتفالات جماهيرية بذكرى الثورة في عدد من المحافظات. وانتشرت قوات أمنية تابعة للجماعة بشكل كثيف في عدة شوارع رئيسية بمحافظة الحديدة، مثل شوارع الميناء، والطريق المؤدي إلى منطقة الكثيب، ومنطقتي المنصة والكورنيش، فيما تمنع الانتشار في شوارع وتفتش المارين فيها بما فيهم النساء، ويمنعون رفع الأعلام في الشوارع لا سيما تلك التي احتشد فيها المحتفلون بذكرى سبتمبر العام الماضي.
وفي تعز، أرسلت ميليشيا الحوثي حملة عسكرية الى عدد من القرى في منطقة الأكروف بمديرية شرعب السلام (شمالي المحافظة)، والتي شهدت احتفالاً كبيراً بالمناسبة قبل عام، حيث اختطفت عناصر الميليشيا مواطنين تتهمهم بالتحضير لاحتفال هذا العام، وتسلّق بعضهم منازل وأسقطوا الأعلام الوطنية التي رفعت على أسطح هذه المنازل.
في غضون ذلك صعّدت ميليشيا الحوثي من خطابها الإعلامي الحاد، وشنّت حملة تشويه واسعة ضد كل من يفكر في الاحتفال بذكرى الثورة واتهمتهم بالعمالة والخيانة، في محاولة لتشويه صورتهم وتخويف الآخرين من الاحتفال بالمناسبة.
ويسعى الحوثيون من خلال هذه الحملة إلى إسكات المحتفلين بثورة سبتمبر وتجنب الضغط الذي واجهته الميليشيا قبل عام حين خرج الناس الى الشوارع يهتفون للثورة ويرفعون الأعلام، فيما اعتبر رسالة رفض شعبية واسعة لمشروع الميليشيا.
ويرى اليمنيون في الحوثيين امتداد للعهد الإمامي البائد الذي قامت عليه ثورة 26 سبتمبر، ويرون في سلوك القمع الذي تنتهجه إزاء المحتفلين بسبتمبر، محاولة لطمس هوية اليمن وتراثه، وإعادة البلاد إلى عهد الإمامة البائد الذي كانت ثورة سبتمبر قد قضت عليه.