الحوثيون يواصلون نشر أفكارهم الطائفية بتمجيد أحد قتلة الخليفة عثمان بن عفّان
تعمل الميليشيا الحوثية الموالية لإيران وخاصةً منذ اجتياح العاصمة صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر عام 2014 وإسقاط الدولة والحكومة الشرعية، على فرض سيطرتها السياسية والعسكرية وإحكام قبضتها الأمنية، وتكريس هيمنتها كجماعة طائفية مسلّحة وتنفيذ أجندتها الخارجية عبر نشر أفكارها الدينية المتطرّفة والتي لا تمتّ بصلة إلى تاريخ وحضارة الشعب اليمني العريق.
ولعل أحدث خطوات الحوثيين ضمن محاولات زعزعة الاستقرار المجتمعي والديني وإحداث التغيير المذهبي وتفكيك نسيج المجتمع، هو محاولة تمجيد أحد قتلة ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفّان رضي الله عنه، إذ تقوم الجماعة المتشدّدة ووفق نهج منظّم بإقامة دورات تدريبية لمحاضرات زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي من دروس “عهد الإمام علي لمالك الأشتر”، في جميع الوزارات والمؤسّسات والهيئات الحكومية.
ومالك بن الحارث النخعي المشهور بالأشتر تعود أصوله إلى اليمن، هو أحد الضالعين في فتنة مقتل عثمان بن عفّان، وولاّه الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه على مصر حيث قتل مسموماً. ودفن الأشتر بمصر إذ اعتنت طائفة البهرة “الإسماعيلية” بمقامه وجدّدته.
وتشبه خطوة الحوثيين تلك ما فعلته إيران بإقامة مقام ومزار في مدينة كاشان لأبو لؤلؤة الفارسي قاتل الخليفة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه.
والشهر الماضي عقدت ما تسمّى “الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد” و”المركز الوطني لبناء القدرات ودعم اتّخاذ القرار” بصنعاء دورة تدريبية طائفية حول عهد الإمام علي لمالك الأشتر، حيث اعتبر رئيس الهيئة الحوثية مجاهد أحمد عبد الله العهد “وثيقة ودستور ينظّم العلاقة بين الموظّف العام والمجتمع، وبما يعزّز من الارتقاء بأداء المسؤوليات العامة”، وهو ما يعني إحلال العهد المذكور محل الدستور والقوانين والتشريعات المنظّمة والحاكمة لكل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كما أقرّ رئيس مركز بناء القدرات الحوثي يحيى المحاقري أن البرنامج استهدف أكثر من 38 جهة حكومية حتى اليوم في إطار خطة شاملة تستهدف مؤسّسات الدولة، مؤكداً أهمية تحويل مخرجات البرنامج إلى “واقع وسلوكيات عملية في أداء المتدرّبين”.
ورأى المحاقري أن العهد “لا يقتصر على المسؤوليات والمناصب العليا للدولة فحسب، بل يشمل المسؤوليات في جميع مستوياتها” وهو ما يعني تعميم العهد على كل القطاعات والمجالات.