أكثر من 50 مليون طن من الوقود والبضائع التجارية دخلت إلى موانئ الحديدة في 8 سنوات
كشفت الأمم المتحدة، أن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى على البحر الأحمر استقبلت 50.5 مليون طن من الإمدادات الأساسية منذ إنشاء آلية التحقّق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة “يونيفم” في مايو عام 2016، وهو ما سمح للميليشيا الحوثية الموالية لإيران من الحصول على إيرادات مالية هائلة بتحصيل مئات المليارات من الريالات رسوم الضرائب والجمارك وإدارة السوق السوداء والتي ذهبت لتمويل ما يسمّى “المجهود الحربي” وإثراء قادة الميليشيا ومسؤوليها ومشرفيها.
وأعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع خورخي موريرا دا سيلفا أن آلية “يونيفم” التي يديرها المكتب قامت بتسهيل دخول أكثر من 30 مليون طن متري من المواد الغذائية، وحوالي 15 مليون طن متري من الوقود، وأكثر من 5.5 مليون طن متري من البضائع الأخرى إلى اليمن، لافتاً إلى أنها “آلية لبناء الثقة لتمكين تدفّق البضائع التجارية”.
ويتناقض المرور الآمن لتلك الإمدادات كلياً مع زعم الحوثيين خلال سنوات الحرب بوجود قيود شديدة على دخول السلع التجارية إلى موانئ الحديدة، الأمر الذي مكّن الحوثيين من استغلال سنوات الحرب لافتعال أزمات واختناقات في توافر الوقود والمواد الأساسية وبيعها بأسعار مضاعفة، واستغلال المعاناة الإنسانية لتحقيق أرباح خيالية وظّفت فيما بعد في شراء الأراضي والعقارات وإنشاء المشاريع الاستثمارية الخاصة كالمدارس والجامعات والمستشفيات وشركات الصرافة ومحطّات الوقود.
وقال المسؤول الأممي في بيان بمناسبة مرور 9 سنوات على اندلاع الحرب إنه في مواجهة الوضع الإنساني المتردّي، حيث يحتاج أكثر من نصف السكان إلى خدمات المساعدة والحماية، فإن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع يعمل مع شركائه لتقديم حلول عملية للاحتياجات العاجلة.
ويشمل هذا العمل استعادة وتحسين الوصول إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية في المناطق الحضرية، بما في ذلك المياه والصحة والصرف الصحي وإدارة النفايات الصلبة والكهرباء لملايين الأشخاص. وينطوي ذلك على جهود جلب الطاقة الشمسية إلى أجزاء كثيرة من البلاد وإصلاح البنية التحتية لوسائل النقل في جميع أنحاء اليمن.
وأكد دا سيلفا التزامه “بالمساعدة في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية، مع دعم اليمنيين في طريقهم نحو السلام والتنمية المستدامة”.
وأشار إلى أن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع “يوفّر الدعم التشغيلي لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في البلاد”.
وخلص إلى أن هذه المشاريع تظهر من بين مشاريع أخرى، “التزامنا تجاه شعب اليمن للمساعدة في بناء السلام والقدرة على الصمود وحياة أفضل”.