استنساخ لتجربة العراق.. الحوثيون ينشئون “قوات الحشد الشعبي”
في استنساخ لتجربة “الحشد الشعبي” في العراق أنشأت الميليشيا الحوثية الموالية لإيران تشكيلاً عسكرياً جديداً أطلقت عليه اسم “الحشد المجتمعي الشعبي” بزعم “مواجهة أعداء اليمن”.
ويذكّر إنشاء هذه القوات التي يتم تدريبهم وتسليحهم وتمويلهم في مختلف المحافظات، بإنشاء ما تسمّى “اللجان الشعبية” التي أنشأها الحوثيون عقب اجتياح العاصمة صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر عام 2014 لتصبح الذراع العسكري والجيش الموازي الذي يعتمد عليه الحوثيون في تنفيذ أجندتهم الطائفية الخارجية وخططهم في السيطرة والتوسّع والاستحواذ على مقدّرات البلاد العسكرية والاقتصادية.
وتبثّ وكالة “سبأنت” في نسختها الحوثية، أخباراً موسّعة حول عروض عسكرية لوحدات “التعبئة الشعبية” بحضور قادة ومسؤولي الميليشيا في المديريات والمحافظات.
ويأتي قيام الحوثيين بإنشاء هذه التشكيلات العسكرية الجديدة في إطار تعزيز قدراتهم العسكرية والأمنية، واستغلال الحرب في قطاع غزة والأوضاع المضطّربة في الشرق الأوسط، والتخطيط لإرسال آلاف المقاتلين إلى جبهات القتال المختلفة وخاصةً محافظات الحديدة ومأرب والجوف وتعز وصعدة وحجّة.
ويشبه الحشد الشعبي الحوثي في تشكيله المذهبي والقبلي الحشد الشعبي الشيعي في العراق والذي تأسّس عام 2014 عقب سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على أجزاء كبيرة في العراق وسوريا.
وفي 13 فبراير أكدت منظّمة “هيومن رايتس ووتش” إنه على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، جنّد الحوثيون أكثر من 70 ألف مقاتل جديد، بما يشمل محافظات ذمار، وحجّة، والحديدة، وصنعاء، وصعدة، وعمران.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها إن الحوثيين يقولون إنهم جنّدوا الآلاف في قواتهم المسلّحة منذ 7 أكتوبر 2023، ويفيد نشطاء بأن الجماعة المسلّحة تجنّد أطفالاً لا تتجاوز أعمار بعضهم 13 عاماً. ويعدّ تجنيد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً جريمة حرب.
ونقلت المنظّمة عن نشطاء قولهم إنه، في حين يجنّد الحوثيون الأطفال بشكل ممنهج في اليمن منذ العام 2009 على الأقل، إلا أن إقدامهم على تجنيد الأطفال زاد بشكل ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية وسط الأعمال القتالية في غزة.
وأوضحت باحثة اليمن والبحرين في “هيومن رايتس ووتش” نيكو جعفرنيا “يستغل الحوثيون القضية الفلسطينية لتجنيد المزيد من الأطفال من أجل قتالهم الداخلي في اليمن. ينبغي للحوثيين استثمار الموارد في توفير الاحتياجات الأساسية للأطفال في مناطق سيطرتهم، مثل التعليم الجيّد والغذاء والمياه، بدل استبدال طفولتهم بالنزاع”.
وذكر التقرير نقلاً عن منظّمة غير حكومية تركّز على حقوق الإنسان “يجعل الحوثيون الأطفال يعتقدون أنهم سيقاتلون من أجل تحرير فلسطين، لكن الأمر انتهى بهم بإرسالهم إلى الخطوط الأمامية في مأرب وتعز. في الواقع، غزة التي يقصدها الحوثيون هي مأرب (مدينة يمنية ذات موارد نفطية هاجمها الحوثيون مراراً)”. كما يحاصر الحوثيون بشكل غير قانوني الجزء الشمالي الشرقي من مدينة تعز منذ 2015، حيث منعوا وصول المياه والمساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
ورغم أنه من غير الواضح كم من المجنّدين الجدد هم أطفال، قال العديد من النشطاء والخبراء العاملين في قضايا تتعلّق بتجنيد الأطفال لـ “هيومن رايتس ووتش” إن الغالبية العظمى من المجنّدين تتراوح أعمارهم بين 13 و25 عاماً، بما في ذلك مئات أو آلاف على الأقل أعمارهم تقلّ عن 18 عاماً.
وفي النشرات الإخبارية التي تتحدّث عن أعمال التجنيد الأخيرة التي نشرتها وكالة “سبأ نت” التابعة للحوثيين، تظهر الصور أشخاصاً يبدو أنهم أطفال.