“رسوم البحر الأحمر” ترفع تكاليف شحن المساعدات إلى اليمن والسودان بسبب الحوثي
ارتفعت تكاليف الشحن عبر البحر الأحمر بشكل حاد حيث تطلب شركات التأمين أقساط باهظة لتغطية السفن التي تمر بالقرب من اليمن، بسبب الهجمات التي تشنّها الميليشيا الحوثية الموالية لإيران ضد السفن التجارية. كما تضاءلت الخيارات مع استمرار الشحن عبر هذا الممر المائي الحيوي.
وأكدت منظّمة “Direct Relief” الإنسانية التي تنشط في أمريكا وأكثر من 80 دولة أن التكلفة الأصلية لشحن الحاوية المتجهة إلى اليمن من ميناء لونج بيتش بكاليفورنيا إلى عدن كانت تزيد قليلاً على 6200 دولار، ولكن تمّت إضافة “رسوم البحر الأحمر” البالغة 3000 دولار لاحقاً، ما أدّى إلى زيادة التكاليف بنسبة 50% تقريباً. وبالنسبة للحاويات المتجهة إلى السودان، فرضت شركات النقل “رسوماً إضافية للطوارئ” بقيمة 1500 دولار لتغطية المخاطر الأمنية المتزايدة.
وأكدت المنظّمة في تقرير حديث لها أنه مع استمرار الحوثيين في مهاجمة السفن في البحر الأحمر، يتجنّب العديد من شركات الشحن في العالم طريق الشحن الحيوي ولا يذهبون إلى أي مكان بالقرب من اليمن. وبالنسبة لمنظّمة “Direct Relief” التي تقدّم الأدوية والإمدادات الطبية المتبرّع بها إلى السكان في اليمن والسودان- وهما من أكثر بلدان العالم اضطّراباً وفقراً – فإن تجنّب البحر الأحمر “ليس خياراً وارداً”.
وعلى الرغم من أن الهجمات التي تشنّها جماعة الحوثي المتمرّدة في اليمن قد عطّلت الشحن في البحر الأحمر منذ نوفمبر، إلا أن الوضع تدهور مؤخّراً. وفي 26 يناير، أخطرت شركة “ميرسك”، أكبر مشغّل لسفن الحاويات في العالم، العملاء بأنها ستعلّق الشحن عبر البحر الأحمر، مستشهدة بمعلومات استخباراتية جديدة حول المخاطر الأمنية المتزايدة.
وتقوم شركة “ميرسك” بإعادة توجيه السفن حول جنوب إفريقيا بدلاً من استخدام اختصار قناة السويس الذي يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسّط.
وقال مدير منظّمة “Direct Relief” أندرس ثورسن، إنه في حين أن السفن التي تعبر البحر الأحمر والمنطقة الأوسع حول القرن الأفريقي كانت عرضة للقرصنة منذ فترة طويلة، فإن سفن الحاويات الأكبر حجماً “كانت تقليدياً صعبة الهجوم بسبب القوارب البدائية المستخدمة تاريخياً. بالطبع، الهجمات مختلفة الآن ومن الصعب حقاً الدفاع ضد الهجمات الصاروخية. ونتيجة لهذا، نرى أيضاً الكثير من المالكين/الربابنة يرفضون المرور عبر السويس بسبب المخاطر التي تنطوي عليه”.
ويضيف الشحن من أوروبا إلى بورتسودان عن طريق التجوّل حول أفريقيا بدلاً من المرور عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر ما بين 10 إلى 14 يوماً للرحلة، ما يؤدّي إلى ارتفاع التكاليف وتقليل قدرة الشحن العالمية.
وقالت “ميرسك”، “لا يزال الوضع حالياً غير محتمل، ونحن نشجّع العملاء على الاستعداد لاستمرار التعقيدات في المنطقة وحدوث اضطّراب كبير في الشبكة العالمية”.
وأكدت المدير المساعد للنقل في منظّمة “Direct Relief” أليسا هارنيش “إنها شركة نقل يمكننا الحصول على أقل عروض أسعار منها إذا أردنا أن تتحرّك الشحنة عبر البحر الأحمر/ خليج عدن لفترة عبور أقصر”.
وتعمل المنظّمة مع شركات الخدمات اللوجستية لإدارة عملية الشحن، بما في ذلك العثور على السفن لتسليم البضائع. وتواصل الشركة حجز العبور عبر البحر الأحمر، لكن العديد من أصحاب السفن يرفضون المرور بهذه الطريقة.
ويعتبر اليمن منذ فترة طويلة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ومنذ ما يقرب عقد من الحرب، يعاني نصف سكان اليمن البالغ عددهم 35 مليون نسمة من محدودية أو عدم إمكانية الحصول على الغذاء.
وحالياً هناك حاويتين للمحيطات متجهتين إلى البحر الأحمر إحداهما في طريقها إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن تحمل مجموعة واسعة من إمدادات المستشفيات، والأخرى متجهة إلى بورتسودان على الشاطئ الغربي للبحر الأحمر، محمّلة بالأنسولين وإمدادات أخرى للأطفال الذين يعانون من مرض السكري.
وقال نائب مدير الاستجابة لحالات الطوارئ في منظّمة “Direct Relief” جوردون ويلكوك “نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة للوصول إلى هذه الأماكن الخطرة وإلا فلن نقوم بعملنا. هناك علاقة بين الاحتياجات ومستوى انعدام الأمن، وهذا يعني في معظم الحالات أن الخدمات اللوجستية تمثّل تحدياً”.