مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة يستعدان لتنفيذ هجمات مشتركة في البحر الأحمر

وسّعت مليشيا الحوثي “المصنفة في قائمة الإرهاب” من نشاط تخادماتها مع تنظيم القاعدة، لتشمل عمليات في عرض البحر الأحمر الذي يشهد تصعيداً متبادلا بين المليشيا الحوثية وتحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت افرجت مليشيا الحوثي الإرهابية، خلال العام الماضي، عن العشرات من عناصر تنظيم القاعدة المحتجزين في السجون الحكومية بالعاصمة صنعاء قبل سيطرتها عليها، ونفذ الطرفان عدّة عمليات مشتركة في عدد من المناطق المحررة.

وكشفت مصادر يمنية، عقد قيادات تابعة لمليشيا الحوثي وعناصر تتبع تنظيم القاعدة، اجتماعات في مدينتي صنعاء والحديدة، بهدف إقناع الأخيرة بالمشاركة في العمليات البحرية واستهداف المصالح الغربية من خلال، تنفيذ هجمات انتحارية.

المصادر أكدت أن مليشيا الحوثي اقنعت عناصر تنظيم القاعدة بالمشاركة في تنفيذ عمليات تستهدف السفن، باعتبارها عمليات تستهدف ما تسميه المليشيا “العدوان الأميركي”.

ولتضمن المليشيا الحوثية مشاركة تنظيم القاعدة، استخدمت المليشيا رجال دين موالين لها لإقناع عناصر القاعدة بالقيام بما وصفوه “واجبهم الشرعي”، معتبرين عملياتهم “جهادية” في مواجهة من يسمونهم الأعداء، وفقاً للمصادر.

سلسلة اغتيالات
أطراف في الحكومة اليمنية، كانت وجهت اتهامات مباشرة لمليشيا الحوثي بتنفيذ سلسلة اغتيالات مؤخرا في عدن استخدم فيها عناصر من القاعدة، وهي الاتهامات التي حاولت المليشيا نفيها.

التخادم الخفي بين الطرفين، طفا على السطح رغم محاولات حجبه، حيث استكملت المليشيا الحوثية مع مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2023م، عملية الإفراج عن 32 عنصراً إرهابياً من القاعدة، ممن تورطوا بأعمال إرهابية في عدة محافظات يمنية، من بينهم 6 عناصر ينتمون لمحافظة أبين.

واخضعت المليشيا عناصر التنظيم لدورات طائفية استمرت لمدة شهر كامل، قبل أن تفرج عنهم على أربع دفعات، الأولى تضمنت الإفراج عن 13 عنصراً، والثانية عن خمسة عناصر، والثالثة الإفراج عن عنصرين، والرابعة التي تمت مطلع اكتوبر الماضي، بالإفراج عن 12 عنصراً.

ومع أن التخادمات بين الطرفين كانت واضحة جداً خلال العامين الماضيين، حسب مصادر حكومية، في عديد عمليات نُفذت في عدن، أبين، شبوة، حضرموت ومأرب وغيرها، إلا أن وتيرتها ارتفعت عقب عملية الإفراج لا سيما في أبين، التي تستغل المليشيا محاذاتها لمحافظة البيضاء الخاضعة لسيطرتها، والتسلل عبرها لتنفيذ عمليات ومن ثم الانسحاب.

رفض أمريكي
وتدور مواجهات مسلحة بين الحين والآخر بين عناصر التنظيم الإرهابي، وقوات أمنية وعسكرية مناوئة لها، في محافظتي شبوة وأبين، وغالباً ما تحتدم في الأخيرة.

ويرجع نشاط التخادم بين التنظيمات الإرهابية في البلاد، إلى تقويض الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومجلس الأمن، دور الحكومة اليمنية والقوات العسكرية التي تقاتل تحت إطارها، في مساع من الأطراف الأولى للحصول على فرص تواجد في البر والبحر اليمني.

ومؤخراً، شكلت الولايات المتحدة تحالفا دولياً في البحر الأحمر لغرض مواجهة التصعيد الحوثي واستهداف الأخيرة للسفن التي تعبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إلا أن عمليات واشنطن العسكرية لم تكن جادة في تحييد القوة العسكرية الحوثية التي تديرها وتشرف عليها مباشرة إيران، وفق مصادر عسكرية.

واتهمت المصادر، واشنطن بعدم الجدية في عملياتها العسكرية، التي تجزم المصادر أنها لن تثمر إن لم يوازها تحرك عسكري على الأرض، وهذا التحرك لن تنجح فيه إلا قوات يمنية، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى